صَدَرَ حديثا كتاب " سَيْلُ العَرِم" عن دار ديار للنشر والتوزيع في تونس . و" سيْل العَرِم" هُوَ نَصٌّ مسرحيّ للكاتب الدرامي التونسي "بوكثير دومه" .صدر في 116صفحة ، قياس15/21سم، وبغلاف للفنّان السوري "رامي شَعْبو". وهُوَ مُتَوفِّر في العاصمة التونسيّة بمكتبة الكتاب – شارع الحبيب بورقيبة، ومكتبة المعرفة-ساحة برشلونة ،ومكتبة "بوسلامة"-باب بحر ، ومكتبة "العيون الصافية"- وراء وزارة المرأة. وثمن النسخة الواحدة من هذا الكتب: 10د.ت. وقد تصدّرت الكتاب مُقدّمتان ، الأولى للدكتور " عمر نقرش" مِن الأردن الشقيقة بعنوان "سيل العرم.. الجنان الموعودة والجثث الموؤودة" ، نقتطف منها هُنا: "..إنّ إستراتيجيةَ بناءِ الصّورة الدرامية عند بوكثير دومة وضعَت الشخصيّاتِ في أماكنها وأزمنَتها المناسبة إضافة إلى استيفائها المقوّمات الأساسّية الّتي تنهضُ عليها ابتداءً منَ الدّوافع الّتي تحرِّكُها وعوامل نموِّها وأوجه التّباين بينَها وبينَ ما يُحيطها من شخصيّات، والحوار الذي يُعبر ويَكشِف به عن فكرته وفكره ، لذا فإنَّه يَسعى باستمرار إلى صياغَة حوار منسجم ومُتناسِق من حيث البلاغة والإيجاز والتّكثيف ليحقق به أقصى طاقة دراميّة للمعنى ودلالاته الصّوريّة، ليزيد من جمالية وبنائيّة نصّه، وتتيحُ في الوقتِ نفسِهِ للمتلقي فرصَة التفسير والتحليل لِيُنتِجَ ويشكَّل هو الآخر نصّه الجديد (نصّ المتلقي) وكلٌّ حسب مرجعياته وثقافته ونوع القراءة الّتي يستخدمها. وبذلك تَغدو الصّورة الدّراميَّةُ ذات دلالات متعدّدة تتنَوع مستوياتها التعبيرِية في نسق مُعين، فهي دوماً تعلو على لغة التواصل العاديّة، فالصّورة بهذا المعنى عمل تركيبي يقوم الخيال ببنائها ليمنحها تأثيراً جماليّاً. في (سيلُ العرم) يستكمل بوكثير دومة بوعي ودراية مسيرة الأديب التونسي محمود المسعدي في نزعته الإنسانية وتساؤلاته الوجودية من خلال القدح الجدلي للأسئلة والتساؤلات". والثانية للدكتورة "سامية حبيب" مِن مِصْرَ الشقيقة ، بعنوان"سيل العرم ودائرة التيه" نقتطف منها هنا أيضا: "..الحقيقة إنّ قسوة الموقف الذي يقوم عليه بناءُ النصّ دراميا ، أيْ الخيانةُ والشقاق الداخليّ في أيّ وطن على وجه الأرض ، ممّا يمكّن الأعداء من النفاذ والنجاح في تدمير الأرض والوطن تدميرا كامل ادون أسلحة وحروب وغيرها ، تلك حقيقة يقوم عليها الموقفُ الدرامي الرّهيب ببراعة تحسب للكاتب بوكثير دومة ، فجماليات الموقف الفكريّ والدراميّ لنص (سيلُ العرم ) قد زكّتها لغة عربية فخمة و مكثّفة تقترب من الشعر أكثر منها للنثر فهي تمتّع القارئ و تعدّ من علامات النصّ الهامّة ، إضافة إلى بهاء الأسطورة والملحمة . إننا حقّا أمام كاتب موهوب و في حضرة نص مسرحيّ ممتع ، ثري الفكر واللغة ".