مازلنا نتذكر ونذكر بشيء من روائع وجميل وبديع اشعار الأحزان التي قيلت في بعض اعياد الزمان لنؤكد ان هذه الاعياد لا تمر دائما على كل الناس بالافراح والليالي الملاح كما يظن ذلك اهل الظنون والغفلة واضغاث الأحلام بل تمر ايضا بالالام و الأكدار والأسقام والجراح فهذا الشاعر جحظة البرمكي قد قال في يوم عيد وقد ادركه الضعف والوهن بحكم ما مر به من طول ومن بؤس سنوات الزمن ارى الأعياد تتركني وتمضي واوشك انها تبقى وامضي علامة ذلك شيب قد علاني وضعفي عند ابرامي ونقضي وما كذب الذي قال قبلي اذا مر يوم مر بعضي ارى الأيام قد ختمت كتابي واحسبها ستعقبه بفضي اما شاعر العروبة والفروسية والشجاعة الساطعة النادرة ابو فراس الحمداني فقد استقبل عيدا من الأعياد وهو سجين اسير مهموم مكروب بما اصابه من ظلم العباد يا عيد ما عدت بمحبوب على معنى القلب مكروب يا عيد قد عدت الى ناظر عن كل حسن فيك محجوب يا وحشة الدار التي ربها اصبح في اثواب مربوب قد طلع العيد على اهلها بوجه لا حسن ولا طيب مالي وللدهر واحداثه لقد رماني بالأعاجيب وقال الشاعر محمود غنيم وهو يخطب ويناجي طلعة هلال عيد من الاعياد تحت عنوان (وحي العيد) يا عيد عذرا ان نظمت نشيدي لك حافلا بالنوح لا التغريد ماذا يخبئه هلالك في غد اتراه جاء مبشرا بجديد ويح الخلي قضى نهارك هانئا وقضيته متعللا بوعود فاللهم احفظنا من ابكاء ومن النواح يوم العيد ومتعنا بالافراح فيه وبالتغريد واجعل هلاله طالع خير على المسلمين مبشرا بكل جديد وبكل مفيد انك سميع عليم قدير وبالاجابة وبالفضل وبالانعام جدير ولا حول ولا قوة الا بك اليك الملجأ وعليك التوكل واليك المصير