لا اظن ان هناك سنة دراسية نال فيها رجال التعليم عطلة مطولة استثنائية تشبه أو تضاهي العطلة التي تمتعوا بها في هذه السنة الحالية واكبر دليل على ذلك ان هذه السنة الدراسية عرفت حدثا استثنائيا لم تشهده المنظومة التربوية في اي سنة من السنوات الدراسية الا وهو احتساب معدل ثلاثيتين فقط في مقياس الارتقاء بعد اسقاط ثلاثية كاملة في هذا الاحتساب والتي استراح فيها رجال التعليم من التدريس ومن تراتيب اجراء امتحانات الثلاثي الأخير وما تتضمنه من اعداد الامتحانات ومراقبة اجرائها واصلاحها وهو امربلا شك ليس بالهين وليس باليسير... وبناء على ما تقدم وعلى ما مضى وما حصل وما وقع وانقضى فانه تم اقتراح تاريخ العودة المدرسية يوم غرة سبتمبر القادم لا شك ان العلة وان السبب الدافع الى هذا الاقتراح هو السعي والرغبة في تلافي وتدارك بعض النقائص الحاصلة في السنة الفارطة نتيجة لما نعلمه جميعا من الظروف العصيبة التي مرت بها بلادنا على جميع المستويات في الفترة الزمنية الماضية ...ولكننا علمنا فيهذا السياق ان سي لسعد اليعقوبي نقيب رجال التعليم لم يرضه اقتراح تاريخ العودة المدرسية المذكور اعلاه معللا رفضه بان الأساتذة يتمون مهامهم الرسمية في اول اسبوع من شهر اوت وفي الرد على سي اليعقوبي الا يمكن ان نقول ان الأساتذة الذين سيتمون عملهم في التاريخ الذي ذكره نقيب رجال التعليم هم فقط المكلفون باصلاح امتحانات تلاميذ الأقسام النهائية اي الباكالوريا ولا نظن ان هؤلاء الأساتذة يمثلون نسبة كبيرة بين جميع رجال التعليم اما الأساتذة المراقبون فهم سينهون عملهم قبل هذا التاريخ ثم ان عملهم سيقتصر على مراقبة التلاميذ المؤجلين) وهم بلا شك اقل عددا من تلاميذ الدورة الرئيسية) وسيكون عملهم اقصر وقتا ولا يستغرق غير بعض ساعات معدودات تكون موزعة على يومين لا اكثر ولا اقل قد يقضي الأستاذ اضعافها في المقاهي يوميا دون قلق او ملل او ليس بذل الجهد الاضافي في هذا الظرف الاستثنائي اولى لرجل التعليم الواعي من اضاعة الوقت الثمين في المقاهي وغيرها من الملاهي؟ ثم ان كل ذلك العمل الاضافي الذي انفقه الأساتذة المكلفون بالمراقبة و بالاصلاح هم مجازون عليه بمنحة اضافية مضاعفة مفيدة نافعة بلا شك وبلا جدال وعلى كل حال ومهما يكن من امر فاننا نقول لسي اليعقوبي الا يمكن ان تمسك العصا من الوسط عملا بتلك القاعدة الحكيمة (حتى لا يجوع الذئب ولا يشتكي الراعي)؟ وبمعنى اخر اكثر توضيحا واكثر بيانا وتبيينا افلا يمكن ان تكون العودة المدرسية لتلاميذ بقية المستويات التعليمية يوم غرة سبتمبر على ان تكون عودة تلاميذ الأقسام النهاية في تاريخها المعلوم العادي اي يوم الخامس عشر من سبتمبر كما عهدنا ذلك جميعا وتعودنا على هذا الأمر؟ اليس في هذا الاقتراح شيء من المنطق السليم الذي نضمن بموجبه بعض التدارك لما خسره التلاميذ من اتمام ما هو ضروري من برامج السنة الفارطة والذي يعطي لاساتذة الاقسام النهائية بعضا من الراحة الاضافية مقارنة بزملائهم الاخرين علهم يسترجعون بعدها انفاسهم ويستانفون نشاطهم ومهامهم واداء رسالتهم النبيلة التعليمية في ظروف طبيعية او شبه طبيعية ؟ ومهما يكن من امرومهما يكن من حال فلاشك ان هذا التاريخ المقترح يبقى قابلا للنقاش والحوار والجدال او لم نختر جميعا هذا السبيل وهذا الطريق في كل شؤوننا السياسية والتربوية الاجتماعية في هذه البلاد وفي هذه الديار؟