تمر بنا اليوم الذكرى السابعة على اغتيال الشهيد الحاج محمد البراهمي ( 15 ماي 1955 - 25 جويلية 2013) السياسي المعروف القادم من التيار الناصري الوحدوي وعضو المجلس الوطني التأسيسي والأمين العام لحزب التيار الشعبي الذي أسسه سنة 2013 بعد أن استقال من حركة الشعب ، على يد عناصر تابعة لتنظيم أنصار الشريعة المحظور وهو الاغتيال الذي حصل في زمن حكومة الترويكا وتسبب في اسقاط حكومة النهضة الثانية بقيادة علي لعريض أشهر قليلة بعد أن سقطت حكومتها الأولى برئاسة حمادي الجبالي إثر اغتيال الشهيد الرمز شكري بلعيد في 6 فيفري 2013.. عرفت الرجل عن قرب بعد الثورة لما عاد إلى تونس بعد تجربة مهنية قضاها في المملكة العربية السعودية في إطار التعاون الخارجي بداية من سنة 1994 .. عرفته خلوقا ، طيب المعشر ، هادئ الطبع ، متدينا ، متصالحا مع هويته العربية الإسلامية مواظبا على أداء الفرائص الدينية لم تكن له خصومة مع الدين كبقية اليسار الماركسي إلى درجة أن الذي لا يعرف انتماءه إلى التيار القومي الناصري يظنه إسلاميا محافظا غير أن الذي يقترب منه يتبين له مدى ميوله إلى الفكر الوحدوي الناصري العروبي المؤمن بالعدالة الاجتماعية ومقاومة الاستبداد والديكتاتورية . واليوم ورغم أن كل الدلائل التي كشفت عنها الأبحاث واعترافات المورطين و كذلك عمل الجهات المختصة بوزارة الداخلية والتي أفادت بأن الذي كان وراء اغتيال الحاج محمد البراهمي هو تنظيم أنصار الشريعة المحظور وأن العناصر المورطة في القضية سواء بالتخطيط أو التنفيذ أو بالإسناد أصبحت معلومة وهم أحمد المالكي المكنى بالصومالي و أبو بكر الحكيم ولطفي الزين الذي قتل في أحداث قبلاط .. ورغم أنه بالإمكان اليوم معرفة الغايات والأسباب ودوافع الاغتيال بعد أن تم الكشف عن النتائج التي توصلت إليها الأبحاث الأمنية والقضائية والتي ختمت بها الأبحاث وحوكم بسببها الجناة و التي أوضحت أن الاغتيالات السياسية التي حصلت في تونس بعد الثورة كانت من أجل أهداف واضحة ومختارة بدقة وأن اعترافات من قام بتنفيذ الاغتيالات أمام حاكم التحقيق عند سؤاله لماذا قتلتم بلعيد والبراهمي ؟ قالوا بأن اغتيال بلعيد كان بسب تصريحاته التي نالت من سمعة التنظيم وأن اغتيال البراهمي لم يكن مقصودا لذاته أو بسبب خصومة معه وإنما كان بغاية بث الفوضى في صفوف المواطنين وإرباك الوضع العام بالبلاد واستغلال الظرف الأمني المربك لصالح التنظيم في علاقة بإدخال عناصر من التنظيم من وراء الحدود أو ادخال سلاح أو أموال أو تهريب عناصر إلى الخارج. واليوم بعد أن اتضح قضائيا الجهة التي كانت وراء تنفيذ اغتيال الحاج محمد البراهمي وهي أنصار الشريعة فإن سؤال من قتل محمد البراهمي لا زال مطروحا على الأقل من الناحية السياسية ومن ناحية المسؤولية السياسية ومن ناحية الجهة التي استفادت من الاغتيالات ومن ناحية من استفاد سياسيا من العمليات الارهابية ؟ اليوم التيار الناصري يبحث عن أجوبة مقنعة حول الخيوط الخفية التي كانت وراء عمليات الاغتيال وحول الجهة التي خططت لإرباك الوضع العام في تلك الفترة والتي كانت وراء اغتيال البراهمي في علاقة بشبكات التسفير التي بقيت إلى اليوم لغزا محيرا حيث لم يتضح بهد من يقف وراءها ولماذا إلى حد اليوم لم يظهر تحقيق جدي و واضح بخصوصها .. وفي علاقة بالتنظيم السري المتهمة حركة النهضة به من طرف هيئة الدفاع عن الشهيدين بلعيد والبراهمي وفي علاقة بمعلومات ومعطيات جدية تأكدت اليوم عن وجود جهات أجنبية باتت معلومة مورطة في عمليات الاغتيال السياسي لإرباك المسار الانتقالي وإفشال الثورة وفي علاقة بجهات داخلية كانت وراء ارباك المشهد و من مصلحتها عودة النظام القديم . اليوم بات معروفا من نفذ عملية اغتيال الشهيد الحاج محمد البراهمي ولكن السؤال المهم والذي يتطلب جهدا وإرادة سياسية هو الكشف عن الجهة أو الجهات التي تقف وراء الاغتيالات السياسية التي حصلت و الكشف عن الجهة المستفيدة مباشرة من الاغتيالات .. أنصار الشريعة كانت هي الأداة التي نفذ بها من خطط وبرمج .. اليوم ما هو مطلوب هو معرفة العقل المدبر الذي كان وراء ما حصل من اغتيالات سياسية.