نجاحي الأخير " 24 جويلية 2019 " على ركح مسرح قرطاج ، والحمد لله ، كشف لي ، بكلّ أسف ، مدى تشتّت عائلتنا الفنّية و إصابة بعض ألمع أفرادها بداء حبّ النّفس المفرط و تجاهل نجاحات زملائهم بتعمّد عدم تهنئتهم و لو بتعليق مشجّع بسيط أو مهاتفة مفرحة قصيرة !! لو إنتبهتم قليلا ، للاحظتم أنّ العلاقات "الفايسبوكية" بين الفنّانين تكاد تكون منعدمة ، إذ ترى الواحد منهم متقوقعا داخل منطقته الإفتراضية ، حاميا حدودها ، بحزم شديد ، من إمكانية إختراق أيّ فنّان غيره لها ، معتقدا أنّ ذلك ربّما قد يُلفِت إنتباه أصدقائه فينال قسطا من إعجابهم هو أحقّ به ، بما أنّه مؤسّس المنطقة و مؤثّثها و مُضيِّفها .... فنادرا جدّا أن تقرأ تهنئة على صفحة فنّان لزميل له على نجاح أغنية جديدة أو حفل كبير أو حتّى مجرّد مرور فى منوّعة ما ، يستحقّ التّنويه.... لكن و رغم هذا التّشدّد المنطقي ، مهنيا، في الحفاظ على"المناطق" و فوائد إشعاعها ، فإنّكم قد تلاحظون فتح حدودها للتّعازي و المعايدات و التّهاني بين الفنّانين على إبنة تُزَفّ أو إبن يُختَن أو شهادة علمية تُحصَّل أو بيت جديد يُشيَّد... أمّا النّجاحات الفنّية و ما حولها من التّألّقات ، فهيهات ثمّ هيهات.. و "إمسَحْ مات".