الإهداء: إلى اللاعب التونسي الدولي حمادي العقربي..في رحيله القدَري.. تصدير:كلُّ واحدٍ منّا في هذه الحياة الدنيا قد تجرّع كأس الفراق،وذاق علقم الفقد،ولوعة الوداع،وسكب دموعَ القلوب قبل العيون.وأنا واحد منهم- وكلّ واحد منا فقدَ أمًّا رؤوماً،أو أباً عطوفًا،أو أخاً شفوقا،أو نجلاحنوناً،أو صديقاً حميماً مخلصاً..أو-نجما ساطعا-في فضائك الفسيح يا تونس.. وهنا أكرّر مع الشاعر قوله: وما الدَّهرُ إلا جامعٌ ومفرِّقٌ وما الناسُ إلا راحلٌ ومودَّعُ فإنْ نحنُ عِشنا يجمع اللهُ شملنا وإن نحن مِتنا فالقيامةُ تجمعُ *** أيّها الموت: كيف تسلّقت أيّها الموت فوضانا وألهبت بالنزف ثنايا المدى وكيف فتحت في كل نبضة من خطانا شهقة الأمس واختلاج الحنايا.. ثمّ تسللت ملتحف الصّمت مثل حفاة الضمير لتترك الجدول يبكي والينابيع،مجهشات الزوايا..؟! * * * حمادي: لِمَ أسلمت-ملاعبنا-للدروب العتيقة للعشب ينتشي لشهقة العابرين.. لٍمَ أورثتنا غيمة تغرق البحر وأسكنتنا موجة تذهل الأرض ثم رحلت؟! فكيف تلملم-تونس-شتيت المرايا.. نلملم جرحك فينا وكيف نرمّم سقف الغياب وقد غصّ بالغائبين؟ فهات يديك أعنا،لنعتق أصداف حزننا وهات يديك إلينا،أغثنا لننأى بدمائنا عن مهاوي الردى فليس من أحد ههنا،حمادي كي يرانا..في سديم الصّمت،نقطف الغيمَ ونزرع الوَجدَ في رؤوس المنايا.. محمد المحسن