يحتفل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بذكرى المولد الشريف ، والاحتفالات تتنوع، بعضهم يحتفلون به احتفال عادات وبطون ،وبعضهم يحتفلون به قصائد ومدائح ، وفيهم من يذكرون سيرة محمد صلى الله عليه وسلم ففيها دروس وعبر .... وأنا مع هؤلاء أحتفل ،ولذلك رأيت أن أذكر بأن محمدا صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة واستقبله الأنصار أحسن استقبال.... وجد الرسول أهل المدينة منقسمين بين أوس وخز ج .... كانت بينهم حروب دامت عشرات السنين ،وعاش وعشش الخوف من بعضهم في نفوس كبارهم وصغارهم ونسائهم ورجالهم ولم يكن شيء يوحد بينهم فلما جاء الإسلام ً و سمعوا خبره،أرسل كل فريق منهم إلى مكة جماعة يتصلون برسول الله ،فتعرفوا على الرسول وفهموا دعوته فآمنوا وعادوا إلى المدينة ينشرون الإسلام في أهلهم ، وجدوا الإسلام يوحد بينهم ولم يكن من قبل ما يوحد بينهم ،وأقبل الرسول إلى المدينة مهاجرا فوجدوا أنفسهم يلتقون نحو رجل واحد ،يتوحدون في استقباله ،ويتوحدون في إكرام المهاجرين من أصحابه.... وإذا الأعداء يتألفون ويتوحدون بعد فرقة ،وينعمون بنعمة كانوا محرومين منها.... هذه النعمة بقيت تذكر للدرس والعبرة في الآية 112 من سورة أل عمران ،وأنا في ذكرى المولد أقدمها لأننا في تونس في أشد الحاجة إلى ما فيها من موعظة ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ،واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ).... الحمد لله على نعمه ،والصلاة والسلام على رسول الله وجعل الله ذكرى مولده مصباح ضياء يوحد بيننا .... وكل ذكرى وأنتم بخير.