هناك مثل تونسي قديم يضرب في الدلالة على من يصيبه الخوف ويؤثر على عقله وقلبه وجسمه وعلى سلوكه من مائة جهة والف حتى يجعله يستجيب بلا تردد ولا توان لمطالب من اصابه بهذا الخوف ولا يجرؤ على مناقشته في رد طلبه باي كلمة وباي حرف ولا باي لسان ولقد تذكرت هذا المثل لما سمعت بان حكومة مصر العربية قد سارعت بالافراج عن خمسة معتقلين كان قد انتقد جو بايدن سابقا اعتقالهم والذي انتصر بالأمس في انتخابات الرئاسة الأمريكية ... ولا شك ان مصر قد سارعت بهذا الإفراج المفاجئ السريع خوفا من ردة فعل رئيس امركيا الجديد تجاه نظام حكم السيسي الذي سبق ان انتقده بايدن كثيرا وبشدة في ما يتعلق بانتهاكه للحقوق السياسية للمعارضين لنظام حكمه بين الفينة والأخرى ومن حين الى حين... كما انني متاكد ومتيقن تمام اليقين لو ان رؤساء جميع الدول العربية خاطبوا وتدخلوا لدى السيسي في موضوع التماس الافراج على هؤلاء المعتقلين ما كان السيسي ليلبي مطلبهم حتى ولو اقسموا عليه بعظمة وعزة ربه وربهم ورب العالمين فلقد عودنا رؤساء العرب اجمعين منذ سنوات الضعف والخوف المبين انهم لا يخافون ولا يرهبون ولا يجاملون الا رؤساء الغرب الذين كانوا لهم بالأمس مستعمرين وبشعوبهم باطشين وانهم لا يتوانون ابدا ولا يتخلفون ولا يتقاعسون في اجابة مطالبهم وتصديق اقوالهم حتى ولو قالوا لهم جدالا وعنادا ان الغرب شرق وان الشرق غرب وان اليمين شمال وان الشمال يمين... ومهما يكن من امر ومهما يكن من حال فهنيئا لهؤلاء المعتقلين بالافراج والعاقبة للمعتقلين الأخرين الكثيرين مثلهم الذين ظلموا واعتقلوا في الكثير من البلدان العربية لا لشيء الا لانهم طالبوا انظمة حكوماتهم بشيء من العدل وبشيء مثله من الاصلاح ومثله من العلاج... وختاما فانني لا اريد ان اضع نقطة نهاية هذا المقال قبل ان اذكر بقول جحا رحمه الله فقد حدثونا نحن صغار بقصد التعليم والاعتبار ان جحا المسكين قد اعتقل ظلما في يوم من الأيام وانهم قد حكموا عليه ب«الفقلة» والعصا فكان كلما ضرب يصيح ويتواه ويقول(اه اكتافي اه اكتافي) فقال له جلاده وكل من سمعه وهو على تلك الحال (يالك من ابله يا جحا ان الضرب على رجليك وان تصيح (اه اكتافي ) فاجابهم المسكين رغم ما يقاسيه من الم وانين(لو كان عندي اكتاف ما كانوش يضربوني على ساقاي) ...ومما لا شك فيه ان هؤلاء المعتقلين المظلومين في مصر وفي غيرها من بدان العرب اجمعين الذين لم يكن لهم بالأمس زنود و اكتاف قد اصبح لهم اليوم كتف قوي سمين سيشغل بعد ايام قلية منصب رئاسة الأمريكيين ولا شك انه سيفرض سلطته واوامره ومطالبه على رؤساء وعلى حكومات العرب اجمعين وليتذكروا جميعا ذلك القول التونسي الصحيح الحكيم وليترحموا على مستنبطه وقائله (وهل يمكن للميت ان يقول شيئا لغاسله)؟؟؟