علمنا على هامش الانتخابات الرئاسية الأمريكية ان الرئيس عندهم يمنع من القيام باشياء بسيطة عادية يتمتع بها شعبه بصفة تامة كلية منها ان الرئيس لا يمكنه التحدث الى اصدقائه عبر الهاتف او الدردشة معهم باستعمال وسائل الاتصال التكنولوجية الحديثة العصرية كما يمنع من الذهاب الى السينما ومن قيادة السيارة وزادوا فمنعوه من حضور عروض اطفاله واحفاده في الفضاءات التربوية والثقافية ومن حضور الأحداث والتظاهرات التي تقام في الملاعب الرياضية كما يمنع من استخدام شركات الطيران التجارية وزادوا فمنعوه حتى من مجرد فتح نوافذ البيت الأبيض وشم الهواء الصافي النقي من حديقة مقر الرئاسة الامريكية...اوليس من حق العقلاء ان يتساءلوا بعد اطلاعهم على هذه الممنوعات هل الرئيس في امريكا رئيس حقا ام انه اشبه شيء بالمكبل و بالسجين بين السجناء؟ فما الفرق بين حياة الرئيس وغيره من المواطنين وحياة السجين؟ اليست الحرية التي يجب ان يتمتعوا بها بها باعتبارهم اطلقاء والتي يحرم من مزاياها وفضائلها ونعمتها من يدخلون السجن باعتبارهم سجناء؟ اما بعد اطلاعنا على هذه الممنوعات التي تقيد حياة رئيس الامريكيين وربما غيره من الرؤساء الاخرين فاننا اصبحنا نعجب كيف يتنافس المتنافسون فيها وكيف يتصارع المتصارعون على منصب الرئاسة والذي به سيفقدون الشيء الكثير من حرياتهم العادية تحت اسماء ومسميات الحذر والحيطة و الحماية والحراسة ؟ فهل يرضى العاقل لنفسه ان يعيش محبوسا ومسجونا ومكبلا في شبه قفص من الأقفاص حركاته وانفاسه فيه محسوبة معدودة ولا مفر له منه ولا خلاص؟ اما اخوكم كاتب هذه السطور فهو يحمد الله على حريته في الحديث والدردشة مع الاصدقاء والتنقل في جميع ارجاء البلاد حيث يريد وحيث يشاء وركوب السيارة او القطار في الليل اوفي العشي او في النهار ومصاحبة ابنائي واحفادي الى حيث اشتهي والى حيث اريد وانا بينهم حر مسرور فرح سعيد وحرية زيارة جميع الأماكن التجارية والرياضية والثقافية بكامل الرغبة وبكامل الحرية بلا رقيب ولا حسيب اولم يقولوا قديما ان الحرية لا تقدر بثمن؟ فهل من المعقول ان يسعى العقلاء الى منصب يفقدون فيه حريتهم ولا يكترثون لما سيصيبهم بفقدانها وذهابها ما لم يكونوا يتوقعونه ولا يتصورونه من المشقة ومن العناء ومن الاسف ومن الندم ومن الحزن؟