انه لمن الأسف المبين ان كثيرا من العقلاء المؤمنين برب العالمين مازالوا يشكون ويشككون في ان الأرزاق بيد الله العزيز الغني الوهاب وانه قادر متى يشاء أن يرزق من يشاء بغير حساب، ولكن يبدو ان ما وقع لهذا الرجل الأندونيسي الفقير منذ أيام سيجعلهم يتاكدون من هذه الحقيقة الربانية بلا شك وبلا جدال ودون طول تفكير او طول (تخمام)... فهذا الرجل الفقير كان صانعا صغيرا للتوابيت لا يملك من المال كما يقولون الا بعض الفتات او بعض الفتافيت ولكن شاء الله رب العالمين ان يجعله بين عشية وضحاها غنيا مبسوطا كما يقول ذلك قدماء التونسيين يملك ما شاء الله من الملايين وذلك بعد ان باع نيزكا بما يقارب المليونين من الدولارات كان قد سقط على سقف بيته من السماء واختار داره ليحط بها الرحال دون غيرها من الدور ومن البيوتات كما اراد الله ذلك وكما قدر وكما شاء وهو وحده مالك ملكوت الأرض والسماوات... فيا ايها الفقراء الذين قد يدرككم اليأس من تحسين أوضاعكم المالية واصبحتم تظنون ان سفينتكم في بحار الفقر لا محالة غارقة لا تيأسوا من قدرة الله على جعلكم اغنياء في ساعة سعيدة بقدرته العجيبة الخارقة وليتكم تتفكرون في قصة هذا الرجل العجيبة الذي سقط النيزك الثمين على سقف بيته بصفة مذهلة غريبة دون غيره من البيوت ولم يكن في لحظة واحدة من حياته كلها يحسب لسقوطه اي حساب بل لم ولن يخطر هذا السقوط على بال كل من يدعي انه من اهل العلم والفهم وانه من اولي العقول واولي الألباب ولقد كان ابي رحمه الله كلما سمع بحدوث امر غريب عجيب قد حير العاقل ومعه اللبيب يقول لنا ونحن صبية صغار( ان الله تعالى يريد ان يتجلى في ملكه ويبرز قدرته من حين الى اخر لكل عنيد جهول متكبر جبار) اما عن الامام الشافعي رحمه الله فقد عبر عن هذا المعنى الثابت في اصول العقيدة وفي اركان الايمان بقوله منذ زمان متحدثا عن رزق الله العظيم الغني الخالق الرازق الذي قدره ووزعه كما يشاء بين الخلائق... توكلت في رزقي على الله خالقي وايقنت ان الله لا شك رازقي وما يك من رزقي فليس يفوتني ولو كان في قاع البحار الغوامق سياتي به الله العظيم بفضله ولو لم يكن مني اللسان بناطق ففي اي شيء تذهب النفس حسرة وقد قسم الرحمان رزق الخلائق