لا شك ان الرجولة المعنوية والأخلاق الانسانية و الاداب العالية والمعادن الراقية السنية انما تعرف حقيتها عند الشدائد والبلاوي والرزايا الشديدة القاسية والحالات والظروف الصعبة الماساوية... وانني اذكر بهذه المعاني الفريقين من الناس الفريق الذي دعا للسياسية المناضلة محرزية العبيدي في محنتها الصحية الراهنة بعاجل الشفاء فبين بذلك عن رفعة معدنه وما يكنه في صدره لغيره من الناس رغم اختلافه السياسي معهم من المودة والاخوة الحقيقية والطيبة القلبية والنقاوة والصفاء اما الفريق الثاني الذي استغل ظرفها الصحي الأليم ليشمت بها ويطيل لسانه فيها بالقول البذيء الرديء القبيح فانه قد بين وابان بذلك عن خبث نفسه ومرض قلبه وضعف عقله وانحطاط خلقه لا لشيء الا لانه يجهل او يتجاهل ان كل بني ادم معرضون في اي لحظة للشدائد المتعددة والأزمات الصحية المتنوعة حتى ولو كانت قوتهم يوما ما من فصيل ومن قبيل اصحاب الأجسام الشديدة القوية التي حدثتنا عنها الأساطير والخرافات التاريخية ثم (ان العاطي حي )كما يقول اجدادنا واباؤنا منذ زمان وهو قادر في كل لحظة ان يصيب الشامتين بما لم يكن لهم في الخلد ولا في الحسبان... اما ان كانوا حقا يؤمنون بما جاء به رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فاننا نذكرهم انه يحذر وينبه اصحاب القلوب المريضة والنفوس الخبيثة السقيمة والعقول الضعيفة الساذجة البليدة الركيكة بقوله الحكيم الجميل(لا تظهر الشماتة باخيك فيرحمه الله ويبتليك) فاللهم يا خالق الأرض والسماء من على هذه المناضلة النشيطة وغيرها من المرضى مهما اختلفنا معهم في المذاهب وفي المشارب وفي الأهواء بعاجل الشفاء واحفظنا جميعا من الأمراض والأسقام وسائرالعلل واجرنا واحفظنا واحمنا من مكائد واحقاد اصحاب القلوب والعقول المريضة المليئة بالنقمة والبغضاء والحسد الذين يسعون ويتمنون وهم يشعرون او لا يشعرون ان تنزل المصائب والأحزان باخوانهم في هذا الوطن وهم يدعون ويعلنون انهم من انصار القيم المدنية والمبادئ الانسانية الكونية ولكنهم سريعا ما ينكشفون وما يفتضحون عند الشدائد والمصائب التي تبين وتظهر حقيقة ما يبطنون وما يكنون ولله في خلقه شؤون.