استمعت عصر هذا اليوم الى الاذاعة الوطنية فوجدت فيها من يتحدث عن عادل يوسف ويهديه ثمانين وردة ربيعية او صيفية ويمدح صوته الجميل الذي سيظل خالدا جيلا بعد جيل والحقيقة التي يجب ان تقال هي ان ساحتنا الاذاعية والتلفزية اليوم لم يعد فيها اصوات جميلة تذكرنا بعادل يوسف وامثاله من عمالقة الميكروفون السابقين كمحمد قاسم المسدي وعبد العزيز الرياحي والمنجي الشملي وجعفر ماجد والحبيب شيبوب وهند عزوز ومليكة بن خامسة ونجوى والسيدة عليا والقائمة تطول من الذين امتعونا وافادونا سواء في الاذاعة اوفي التلفزيون كما لم يكن بينهم خصام ولا عراك ولا نبزيات ولا قضايا ولا هم يحزنون بل كانوا يعاملون بعضهم بكل ادب و احترام غير ما نسمعه اليوم من رديء وبذيء وسيء الكلام فهل نستطيع ان نقول ونحن صادقون محقون ان عهد عظماء الاذاعة والتلفزيون قد ولى وانقضى وراح واصبحنا نعيش عهد وعصر الأذيال والحثالة والأقزامظ وهل لنا ان لنتساءل تساؤل الحيارى و المبهوتين كيف صعد هؤلاء المذيعين والمنشطين وكيف اصبحوا مقدمي برامج ومنشطين وبزمام الاعلام ماسكين وهم من نوع من قال فيهم جحا رحمه الله(صبعين والحق الطين)؟ فاغلبهم ان لم نقل كلهم يعجزون عن تركيب جملة عربية سليمة ذات معنى وغاية ومقصد وقيمة وظهورهم في الاذاعات وعلى الشاشات يزيد السامع والمشاهد اسقاما على اسقام وحسرات على حسرات ... ودون ان ازيد في الاطالة فمنشطو تلفزاتنا واذاعاتنا اليوم كما يقول العامة حويلة وفي حالة ولم نر ولم نسمع منهم غير السقامات والتفاهات والخزعبلات ومتابعاتهم تعتبر نوعا من اضاعة كنز الحياة وثمين الأوقات ورحم الله ذلك الرجل الحكيم القديم الذي قال في وصف ما اصبح عليه ادعياء المعرفة والنبوغ من ضعف ومن سوء حال(لعمرك ما نسب المعلى الى العلا وفي الدنيا كريم / ولكن البلاد اذا اقشعرت و صوح نبتها رعي الهشيم) وها قد ازداد بعده تصوح وتصحر البلاد وها قد اصبحنا نرغم على متابعة وتلذذ الهشيم في كل ارض وفي كل واد ... فثمانون ومائة والف وروة لعادل يوسف المبدع الموهوب المؤدب وامثاله العمالقة الاذاعيون والتلفزيون الخالدون وبعدا لمن يدعي في عالم الاعلام فلسفة وهو ابعد ما كان عنها وما يكون وياليته يفهم ما قاله الحكماء التونسيون في سالف الأيام(سود وجهك ولي فحام)