ليسوا طلبة علم ، إنهم علماء.
لا يجلسون إلى الشيوخ ليستمعوا بل يتكلمون وعلى الشيوخ أن يسلّموا لهم.
لا يتعلمون وإنما يعترضون.
لا يتواضعون كالتلاميذ لكن يترفّعون كالمستغنين.
لا يسلّمون لا لمفسّر ولا محدّث ولا فقيه ولا أصولي ولا مفكّر ولا داعية لأن كل (...)
حلقاتُنا ومحاضنُنا إذا لم يدخلها التجديد والتفعيل فإنها تبقى تستصحب العجز وتخرّج المتشدّدين وأصحاب الرداءة ورموز التخلّف.
آن أوان الابتعاد عن طرق التلقين وترديد الأقوال والآراء كأنها غاية في ذاتها.
بل حتى تعليم كتاب الله تعالى يجب أن يكون تعليما لا (...)
التطرف الديني منبته المدرسة الحرفية الجامدة ومنهجها في تنشئة الشباب على الرأي الواحد الذي يمثل وحده الحق – في نظرها - لأنه السنة ولأنه قول ابن تيمية والسلف ، ولمواجهة مخاطر هذا التطرف المستشري والمدرسة المتزمّتة أقدم اقتراحات عملية للهيئات الاصلاحية (...)
" جدّد السفينة فإن البحر عميق ، وخذ الزاد كاملا فإن السفر طويل ، وخفّف الحمل فإن العقبة كؤود ، وأخلص العمل فإن الناقد بصير."
أربعة أدوية نافعة أوصى بها أحد أطباء القلوب المهرة العارفين ، تأملوا كلماتها المؤثرة : عميق ، طويل ، كؤود ، بصير... ألفاظ (...)
رأيت فيما يرى النائم أن نتائج الانتخابات تمّ الاعلان عنها وقد حققت " المعارضة " فوزا ساحقا واكتسحت المجالس البلدية والولائية ، كدت أطير فرحا ...الحمد لله ، جاءت فرصة الشباب الملتزم النزيه المثقف ، طلّقنا عهد الأوساخ و الطرقات المحفورة والمصالح (...)
عندما أتناول الحديث عن البشائر بانتصار الاسلام فإني لا أهرب من الواقع ولا أحلّق في الأحلام ولا أنشر الأوهام ، أنا واعٍ بالواقع وتعقيداته وما يتسم به من ضعف الأمة وقوة الخصوم والتحديات ، لكني لست محكوما بالمقاييس المادية وحدها وإنما أنطلق من رصيد (...)
ثقافة غريبة عنا ، تروّجها أيادٍ لا نعرفها ( بل هي معروفة ) ، عبر ملايين المطويات والرسائل والدروس المرئية والمسموعة ، هي محتوى دروس وخطب ومواعظ كثير من الأئمة الذين استولوا بطريقة قانونية على عدد كبير من مساجدنا ، هي وحدها العلم الشرعي وعلامة اتباع (...)
الإمام شخصية محورية في المجتمع ، دوره أساسي في البناء ...أو في الهدم ، كم تمنيتُ ألا يقتصر تميّزه على اللباس ( الذي هوعُرف ولا علاقة له بقرآن ولا بسنة ) وإنما يكون متميزا بالعلم الغزير والسيرة الحسنة والقدرة على التأثير ، أنا هنا لا أطلب المستحيل (...)
أكره لكن ... : أكره الكفر، أما الكفار فأحبّ لهم الهداية وأرجو أن أكون ممّن يجلبونها لهم وأدعو الله أن يهديهم ، لماذا ؟ لأنهم إخواني في الانسانية ، من نفس التراب و الأبويْن ، ولولا فضل الله عليّ لكنتُ مثلهم ، فأنا أحبّ الهداية للناس جميعا ، يسرّني أن (...)
في 31 مارس تمرّ ذكرى اغتيال شيخنا غلام عبدلي رحمه الله ، ففي مساء مثل ذلك اليوم من عام 1995 اختُطف الشيخ من بيته ليعثر المارّة على جثته في غابة مجاورة بعد خمسة أيام و وُوري التراب يوم 6 أفريل ، وقد خطبتُ الجمعة في مسجده وهو مسجّى فيه ثم أمّمت الناس (...)
ما بال بعض إخواننا المسلمين عقيدتُهم مهلهلة إلى هذه الدرجة ؟ لا أتكلم عن العلمانيين ولا عن أصحاب المعاصي بل عن مصلّين ملتزمين ، ما إن تظهر دعوة هدامة يهرولوا نحوها ويصغوا لها وينحازوا إليها ، وحتى إذا لم ينظموا إليها فهم يتقبلون حججها الواهية (...)
أما " هم " فالمقصود الطبقة الحاكمة وحاشيتها من المنتفعين بأشكال شتى ، الذين يتوزعون بين الاعلاميين والأحزاب وما يسمى المجتمع المدني وبعض " رجال الدين " الذين لا يبيعون ضمائرهم وأصواتهم بالمزاد العلني وإنما بالمناقصة حتى ترسو العروض عند أبخس (...)
ي أي مكان تواجدت فيه الجماعة ، في البلاد العربية والإسلامية وفي المهجر... فبينما تمحّضت بعض الجماعات للجدال والمعارك التاريخية والنزاعات في المسائل الجزئية ، وانحازت أخرى إلى حمل السلاح بزعم الجهاد ولم تقتل إلا المسلمين والأبرياء ، تمحّضت هي للعمل (...)
العلمانية العربية حلّت محل الاستعمار والاستشراق ، تقوم بمهامهما تماما لأن وحدة الهدف تجمع الطرفين ، ويكفي تتبع أعمال من يسمَّون " المفكرين المستنيرين " لرؤية المنظومة الغربية بارزة فيها على مستوى المحتوى والمنهجية والتصوّر ، غي أنها منظومة تجرّدت من (...)
في الاسلام – خلافا للمسيحية – ينطلق التديّن من الفرد ولا ينتهي عنده وإنما يشمل حركة المجتمع بكل أبعادها السياسية والاقتصادية والثقافية والمالية والاجتماعية ، والتدين الفردي إذًا ضروري لكنه غير كافٍ ، لأن الانسان كما هو مكلف بواجب العبادة فهو مكلف (...)
لأنه متخاصم مع السلفية كان ردّ فعله عليها غير منضبط إلى درجة أنه يخالفها في كلّ أطروحاتها حتى الصحيحة منها .
هي تركّز على السنة فلم يكتفِ ببيان أخطائها المنهجية بل تهجّم على السنة ذاتها ، وأدخل الشك في الثوابت الدينية العلمية وطعن في البخاري ومسلم (...)
ليس الاسلام ربانية فحسب ، بل هو ربانية وإنسانية ، سماء وأرض ، وحي وعقل.
فإذا غاب الجانب الانساني ظهرت القلوب القاسية والأذهان المتحجرة وغلبة الطقوسية والظاهرية في العبادات والاتّباع عند أهل الدين ، تماما كما حدث لليهود بعد أن طال عليهم الأمد فحوّلوا (...)
البوصيري هو صاحب أشهر قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم ، عاش في القرن السابع الهجري ومنذ ذلك الزمان ما فتئت ألسن المسلمين تلهج بمديحه وتحفظه وتحتفي به لأن تلك القصيدة تحفة فنية فريدة تتصاغر أمامها القصائد التي تمدح خير الخلق عليه الصلاة (...)
عندما يُعلن بعض الجَهَلة الذين ركبهم الغرور أنفَسهم معالجين لجميع الأمراض حتى المستعصية منها فإن هناك خطرا داهما ، وعندما يزداد عددهم يوما بعد يوم مع مباركة جزء من الإعلام الذي يلمّعهم فإن الخطر يتفاقم ، ويصبح ذلك آفة كبرى عندما يلبس رداء الدين (...)
هل يمكن للإنسان أن يكون مسلما من غير الانتساب للسلفية ؟
هل يبقى مسلما إذا كان على عقد الأشعري مثل أبي حامد الغزالي وابن حجر والنووي وعامة علماء الخَلَف وجماهير الأمة في أغلبيتها الساحقة ؟
هل يمكن للمسلم أن يتعبّد الله على المذهب المالكي مثلا ؟
إذا (...)
لا أتحدث عن الآخرين ، عن أولئك الذين نسمّيهم المفسدين والعصاة والفاسقين ، لا ، إني أتحدث عني وعنك وعنكِ ، متى نعود إلى الله ؟ نحن لا نشرب الخمر لكن لعلّ خمر تزكية النفس والمناداة عليها بالبراءة قد أسكرتنا ونحن لا ندري ، وهي من غير شكّ أخطر من عصير (...)
" يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوه " ، ما أصدق هذا المثل العربي ، وأصدق منه وأظهر للمراد الحديث النبوي الشريف " إن منكم منفرين " ، يحذّر فيه المسلمين من كلّ قول أو فعل او سلوك يجعل الناس ينفرون من الدين ، لذلك اوصى عليه الصلاة والسلام فقال (...)
لا تصدقوا ما يُثار حول " الاسلام السياسي " ، فليس هناك إلا إسلام واحد هو دين متكامل جاء به محمد عليه الصلاة والسلام من ربه ، هو شيء آخر غير المسيحية الكنسية ، إنه نظام حياة ، يشتغل بشؤون الدنيا اشتغاله بأمورالآخرة ، لا يؤمن بمقولة ما لله لله وما (...)
أنا أحب السلفية الأصيلة المتميزة بالوسطية والفهم العميق والأخلاق الرفيعة ، لكن معظم المنتسبين إليها الذين نصبح عليهم اليوم ونمسي على خلاف ذلك تماما.
يتميّز الشباب السائر في ركب الوهابية – وهو يعتقد أنه وحده المقتفي لأثر الرسول صلى الله عليه وسلم (...)
ا شكّ أن التاريخ سينصف الرئيس الشادلي بن جديد رحمه الله بعد أن ناله الظلم من أكثر من طرف في الجزائر التي أعاد إليها وجهها الإنساني خلال تولّيه منصب رئيس الجمهورية من 1979 إلى 1991، ولئن غفل التاريخ عن ذلك فإنّ الله سيدّخر له ثواب سعيه المشكور ويجزيه (...)