منذ سنة 2013 نبهنا على هذه الأعمدة إلى الأزمة الاقتصادية، وإلى ضرورة أخذ الثور من قرونه، حتى لا يهلك الزرع والضرع…وما من مجيب.
كانت تونس ب«فضل» النهضة، قد فوّتت على البلاد فرصة الإصلاحات العميقة التي يفرضها الوضع بعد سنة 2011، التي سجلت فيها البلاد (...)
يتوجه علي الكعلي وزير المالية والاقتصاد إلى واشنطن في أوائل أفريل المقبل ، في الغالب مصحوبا بمحافظ البنك المركزي، للتفاوض مع صندوق النقد الدولي ، حول اتفاق جديد( الثالث من نوعه منذ 2012) ليس فقط لإقراض تونس بل وبالأساس لتمكينها من جواز المرور إلى (...)
لعل أكبر خبر مفرح في إطار التسوية الليبية الليبية، هي تلك المتمثلة في سقوط قائمة يرأس حكومتها باشا آغا وزير الداخلية حتى آخر لحظة في حكومة السراج الذي لا يفتخر بأنه ليبي، بل يفتخر بأنه ينحدر من أصول تركية ويعتبر أحد رؤساء القادة الذين دمروا ليبيا (...)
في قراءة للدستور و بالاعتماد على مختلف التأويلات المحتملة، فإن الرئيس قيس سعيد يبدو مخطئا، وقراءته للفصل 89 مجانبة للصواب فقبول التحوير الحكومي والتوقيع على الأمر الخاص به وكذلك قبول الوزراء الجدد لتأدية القسم ، مفروض عليه ، إلا أنه يمكن أن يخفف من (...)
لعل السياسة هي المجال الأوحد الذي لا يتقيد بالأخلاق، إلا في الدول المتقدمة جدا على غرار الدول الاسكاندينافية، ولكنها تبقى قيمة كبرى بدونها تختلط المفاهيم والسبل ، وتغيب أسس العمل المستند إلى ركائز ثابتة ، وباعتباري بالأساس صحفي فإني أضع الوفاء في (...)
لا يعرف أحد إلى أين سائرة البلاد، لنلخص وضعا بلا ملامح، دولة ولا أقول حكومة بلا أفق ولا هدف إلا البقاء في المناصب ووضع الرأس في الرمال، كما النعامة فيما الأزمة تزداد حدة، إلى درجة أنها لم تعد أزمة بل باتت انفجارا للصلاحيات.
بلاد غير محكومة كما كانت (...)
في خضم توقيت الحجر الصحي الشامل وفي مواقيت حظر التجوال، انطلقت تظاهرات ليلية في عديد الأحياء وفي عديد المدن والأحياء إذا لم نقل كل المدن والقرى والأحياء ، وفي تزامن غريب يوحي بأنه تزامن ليس عفويا ، الظاهرة المشتركة بين هذه التحركات تتمثل في رفعها (...)
العمر يجري، والأمل يتضاءل، في رؤية تونس وطننا، بلادنا، مهجتنا، شغاف قلوبنا، أو قلوب البعض منا، وأمل يتضاءل في رؤية بلادنا، على نحو ما كنا نأمل في ذلك اليوم، قبل عشر سنوات، نهارا بنهار...
الكثير الكثير منا ناضلوا وناضلوا، ليعيشوا يوما ما مثل ذلك (...)
بقطع النظر عن قضية تطبيع المغرب مع إسرائيل كدفعة جديدة من الدول العربية المطبعة سواء رسميا أو بصورة غير معلنة، وهي مصر والأردن والإمارات والبحرين وعمان والسودان، يتوقع المراقبون أن يلتحق بالركب كل من جيبوتي وجزر القمور والصومال، وربما موريتانيا، ولن (...)
صباح يوم الجمعة 17 ديسمبر 2010 حدث ما حدث مما سيكون له شأن على التاريخ المعاصر والحديث للبلاد، والمنطقة العربية عموما، فقد حصلت مشادة بين موظفة بلدية من موظفي سيدي بوزيد، والبائع المتجول طارق البوعزيزي الذي سيشتهر لاحقا باسم (محمد البوعزيزي)، وسيقال (...)
مع نهاية السنة، لعلها السنة الأسوأ في تاريخ تونس الحديث والمعاصر، نشهد أغرب ما يمكن للمرء أن يشهده، المصادقة على ميزانية للدولة ، تتعهد الحكومة معها بتقديم ميزانية تكميلية لها بعد ثلاثة أشهر. أي إنها تعرف بصورة مسبقة أن هذه الميزانية ليس لها من (...)
يبدو اليوم وكأن الأمور باتت منفلتة بدون ضابط …وأن السلطة القائمة لم تعد لها سيطرة على الأحداث، وأن الانخرام تام .
كل ذلك في إطار مؤسسات للحكم تبدو وكأنها فاقدة لبوصلة تقود خطواتها في ظل عشر سنوات من التخبط، وفي ظل تراجع كل المؤشرات الاقتصادية (...)
قبل ثلاثة أشهر التقينا مجموعة ممن نسمي أنفسنا من المثقفين يتوسطنا الزميل والصديق صالح الحاجة، الصحفي والكاتب الكبير، تساءلت في عفوية: "تونس فين ماشية؟ إلى أين هي سائرة "،
أجاب صالح الحاجّة في لهجة استنكارية " مشات ووفات " بمعنى أنها انتهت .....كان (...)
الدول على شاكلة قادتها، فمن كان منهم متخلفا عقليا، أو مصابا بمرض العظمة والنرجسية المفرطة، فإن العدوى تصيب بلاده أو جزء من سكان بلاده سواء كان كبيرا أو صغيرا. وهذا حال الولايات المتحدة اليوم.
فأمريكا أكبر قوة في العالم سواء حسب مستوى دخلها أو ما (...)
القناع أو ما اصطلح على تسميته بالكمامة، ليس جديدا، غير أننا لم نتعود على رؤيته أو استعماله ليس فقط في بلادنا، بل في المنطقة التي نتحرك فيها عربيا إفريقيا وأوروبيا، ولقد سبق لي شخصيا أن عشت مع الأقنعة أو الكمامات فترة تناهز ما يقارب الشهر.
كان ذلك في (...)
عندما كان المناضلون يناضلون ضد الاستبداد ومن أجل حرية التعبير وفرض الديمقراطية بكل مقوماتها، كان اقتصاديون من الجهابذة، يتوقعون نسبة نمو بزيادة 2 في المائة في حالة قيام نظام ديمقراطي مقارنة بنسبة نمو محققة تراوح 5 في المائة ، وعن تلك التي كانت مسجلة (...)
إفلاس الدولة، الذي لا تريد أن تعترف به الحكومة اليوم ، يجد جذوره في تلك الاستقالة المدوية التي قدمها حسين الديماسي وزير المالية في منتصف 2012 بعد أقل من نصف عام على تشكيل حكومة النهضة، تحت تسمية الترويكا، والأسباب التي استقال من أجلها لديماسي آنذاك (...)
مما يزيد من لوعة الحسرة والفراق، أن يموت رجل مثل الشاذلي القليبي، ولا نستطيع مرافقته إلى مثواه الأخير، في هذا الزمن السيء بكل المقاييس، مثلما حصل لي قبل أربعين يوما عند وفاة صهري زوج ابنتي الكبرى، على صغر سنه نسبيا، فلا نستطيع مرافقته إلى مثواه (...)
اعتبر الأمريكان منذ وقت طويل، أنهم داخل بلادهم، المنيعة، بعيدا عن أي عدو مهما كان نوعه، سواء من الجيران المباشرين، في الأمريكيتين الشمالية والجنوبية، على اعتبار أن لا أحد له قدرة على اختراق الدفاعات الكبيرة التي تزداد فاعليتها يوما بعد يوم، أو على (...)
ثورة 17 ديسمبر 2010- 14/جانفي 2011، تعتبر ثورة متفردة من عدة نواح :
أولها أنها ثورة بلا قيادة ولا فكر سابق ، ومن هنا ينزع عنها البعض صفة الثورية مقارنة بالثورة الفرنسية ،أو الثورة البلشفية في روسيا ، أو حتى الثورة الخمينية في إيران، غير أن رئيس (...)
في إطار الحكومة الجديدة التي شكلها محمد مزالي ، بعد مرض الوزير الأول الهادي نويرة ، الذي أصيب بالفالج ،( يبدو على خلفية الهجوم الليبي الجزائري على تونس في قفصة ، بقصد تفكيك الوطن التونسي ، وإقامة جماهيرية شعبية انطلاقا من مدينة قفصة بتواطئ بين جزائر (...)
كانت عشية كئيبة في ذلك اليوم الأربعاء 25 ديسمبر 1978 ، من مكتبي بالجريدة في نهج باش حانبة ، انتقلت إلى مقر الاتحاد في ساحة محمد علي ، دخلت مباشرة إلى مكتب صالح برور، وكان بمثابة الكاتب الخاص للحبيب عاشور، كنت آمل أن أدلف منه إلى الأمين العام العام ، (...)
يوم 18 جانفي 1952 جاءت الشرطة الفرنسية إلى حي رحبة الزعيم غير بعيد عن باب منارة وفي الأرباض المحيطة بتونس، واقتلعوا الرئيس الحبيب بورقيبة من فراشه ، وكان مريضا ، يشكو من التهاب في الحلق وقد ارتفعت درجة حرارته ، كان ذلك إيذانا بانطلاق ما سمي لاحقا (...)
كنت في الثالثة من عمري أو تكاد ، أذكر فقط أننا كنا في بيتنا الشتوي في نهج هميلكار قرب باب القصبة وجامع سيدي إلياس الذي يقال إنه كان جامعا حنفيا ، قبل أن يصبح جامعا مالكيا لانتقال الأحناف في مدينة صفاقس إلى المالكية ، كنا يومها نزلنا من "رعاية " في (...)
تشكلت الحكومة بعد صعوبات جمة، وانتظر الناس الاعلان عنها إلى آخر لحظة في المهلة الممنوحة للمكلف لتكوينها، بين إكراهات رئاسة للجمهورية تريد أن تسترجع صلاحياتها الواسعة ، كما كان الأمر أيام الرئاسة الرئاسية، وهو ما أفصح عنه رئيس الجمهورية بشرعية ال72 (...)