طفق يذرع رصيف المحطة جيئة وذهابا غير عابئ بزخّات مطر تراقصها موجات ثبّت يديه داخل جيبي معطفه الجلدي الطويل بطربوش فضفاض يغطي جزءا كبيرا من سوف لن يباغته قطار السادسة صباحا ببروزه بين تلّتين هناك على بعد كيلومترين منحرفا نحو المحطّة كأنما ينفرج عنه (...)
كلّما أوى إلى فراشه في غرفته الكئيبة بسطح العمارة، بعد يوم شاق من العمل، كان يفتح كتابا من الكتب التي يقتنيها من سوق الكتب القديمة، ثم يعمد إلى منبّه ذهبي صغير جلبه من بين ما خفّ حمله من متاع يوم الهروب من الوطن، فيضبط ساعة النهوض التي يعلنها صوت (...)