- طارق عمراني - في ورقة بحثية نشرت بموقعها الالكتروني بتاريخ 20 جويلية 2018 تحت عنوان Why the prospects for democracy are so much better in Tunisia than Egypt or Libya سلطت صحيفة الواشنطن بوست الامريكية الضوء علی التجربة الديمقراطية التونسية و مقارنتها بنظيراتها في ليبيا و مصر بإعتبارها ثورات انطلقت في ظروف سياسية متشابهة و في ظرف زمني واحد (ثورات الربيع العربي 2011). واشارت اعرق الصحف الامريكية انه وبعد انتخابات 6 ماي 2018 المحلية التي عاشتها تونس اصبح هناك شبه اجماع من الملاحظين ان احتمالات نجاح المسار الديمقراطي التونسي مرتفعة علی عكس مصر وليبيا . واعتبر المقال انه في ليبيا قد انتكست الثورة بشكل مبكّر حيث قامت ميليشيات مسلحة في سنة 2013 بترهيب اول برلمان منتخب ديمقراطيا و الضغط عليه لتمرير قانون العزل السياسي وهو ما اجهض المسار الديمقراطي و خلق احترابا اهليا بين الاسلاميين في الغرب و ميليشيات خليفة حفتر في الشرق وهو ما يهدد ليبيا بشبح التقسيم. واضاف المقال ان قانون العزل السياسي يمثل صورة معبّرة للمخاطر و العواقب للخيارات التي تتخذها الحكومات الانتقالية و النخب الثورية . ثم تحدثت الصحيفة الامريكية عن التجربة التونسية حيث اعتبر المقال ان تنازل الاسلاميين في تونس سنة 2013 وخروجهم من الحكم بشكل طوعي و الدخول في حوار وطني كان خيارا مجديا اكّد مرونة الاسلاميين الذين اعادوا تنظيم صفوفهم و عادوا كقوة سياسية مهيكلة فازت بالاستحقاق البلدي كما حالت دون اجهاض مسار العدالة الانتقالية بالتصدي لقانون كان سيمنع التمديد لهيئة الحقيقة و الكرامة و بالتالي فالنهضة التونسية تمكنت من التعامل بمرونة مع التطورات بسياسة لا افراط و لا تفريط كما حصل في مصر وهو نموذج مخالف لتعامل النخب الثورية الجديدة مع رموز النظام السابق و الته العسكرية فمهادنة الاخوان المسلمين للمؤسسة العسكرية ومغازلتهم مقابل اجراء انتخابات برلمانية سريعة ادّی إلی انقلاب العسكر علی اول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا و ذلك في جويلية 2013 لتنهي التجربة الثورية المصرية بشكل مأساوي . واعتبر المقال ان هذه الامثلة المتنوعة تؤكد انه لا وجود لنموذج صالح لكل الثورات و بالتالي فمن الضروري ايجاد مقاربات خاصة وفحص دقيق للخيارات السياسبة حتی تتواءم مع الظروف التي تعيشها كل ثورة . وواصل المقال في الحديث بإعتبار ان الانتخابات البلدية في تونس يمكن ان تكون جرعة امل في الديمقراطية حيث يمكن للا مركزية ان تقوم بتحجيم نفوذ السلطة المركزية و انجرافها السلطوي والعودة بالبلاد إلی مربع الاستبداد كما من شأن الحكم المحلي بإشراك المواطن في الحياة العامة تحفيزه علی التوجه نحو صناديق الاقتراع في الاستحقاقات الانتخابية القادمة . واستدركت الصحيفة الامريكية بإعتبار ان التشرذم السياسي الذي تعيشه تونس يمكن ان يعزز من صلاحيات رئيس الجمهورية الباجي القايد السبسي الذي ينوي تغيير النظام السياسي و هو ما من شأنه ان يضر بالإنتقال الديمقراطي التونسي لا سيما ان تجارب ديمقراطيات مثل تركيا و المجر اثبتت فشل تجارب تغيير نظام الحكم بعودة بوادر التسلط و الاستبداد . وختمت الصحيفة الامريكية بالحديث عن نظام المشير عبد الفتاح السيسي في مصر معتبرة انه نظام معزول شعبيا وستكون الاشهر القليلة القادمة حاسمة في تحديد مستقبله.