نصرالدين السويلمي صحف، وسائل، إعلام، مواقع نت مصرية كانت على موعد مع إضراب الخميس الذي شهدته تونس، تعليقات متنوعة وعناوين مثيرة على الصحف كُتبت بالاحمر الغليظ "إضراب تونس زلزال يهدد جماعة الإخوان.. توقف حركة الطيران والقطارات فى البلاد" كتاب ومدونون يتفاعلون بزهو ويروجون الى انها النهاية، أحدهم يعلق "مكان من الاول" في اشارة الى وجوب الاقتداء الاقتداء بالانقلاب المصري من الاول، فيما اختار غيره التعليق التالي " يا جماعة دول حايرين في 670الف نفر، والسيسي معيّش 100مليون ولا حد اشتكى.." وكتب آخر "خربوا بيتنا الله يخرب بيوتهم" بينما ذهبت تعليقات الى انه الانتقام الإلهي من بلد خرجت منه فتنة البوعزيزي" عبارات فاحشة واخرى موغلة في التشفي، هذا ما جادت به مكينة السيسي وأنصاره، في يوم الإضراب السياسي الذي نفذته قيادات نقابية رفضت او عجزت عن تنفيذ إضراب مطلبي واحد طوال 23 سنة.. وكأنها مبرمجة على الإضرابات الانقلابية، محصنة ضد الاضرابات المطلبية والاخرى النضالية. اما الاعلام الاماراتي فقد اختار الاستعانة بخبرات من اطلقوا عليه القيادي في حملة السترات الحمراء التونسية، الذي قال لموقع العين الاخبارية" إن هذا الإضراب لم تشهده البلاد على مدار ال40 عامًا الماضية، أي منذ إضراب 26 يناير/ كانون الثاني 1978، الذي يُعرف في تونس ب"الخميس الأسود". بمعنى انه الغى اضراب 2013 الذي فشل في تاثيث الانقلاب الفاشل، ليربط اضراب2019 بإضراب 1978 الذي نجح في هز العرش البوقيبي، كما اكد جراد ان اضراب 78 عصف بالهادي نويرة وان إضراب الخميس سيكون له تداعياته على الائتلاف الحكومي الفاشل على حد قوله. واشارت عين الى ان الاضراب سيكون بمثابة رصاصة الرحمة، ثم أضافت " يواجه هذا الائتلاف الحاكم أكبر جبهة معارضة، منذ سنوات، ولا يمكن له الاستمرار في ظل صراعات مع العديد من القطاعات الحيوية مثل الأطباء والمدرسين وأساتذة الجامعات والمحامين". لا شيء في هذا الاعلام العربي الناقم على الاستثناء التونسي، يشير الى المطالب ولا حديث عن تحسين القدرة الشرائية ولا عن الدولة الشقيقة ولا عن الحريات،لا اسف على ما يحدث ولا مجاملة ولا رغب ولو كاذبة في المساعدة، لا أمنيات بتجاوز الصعوبات، ليس غير التبشير بالفشل والتلويح بسقوط التجربة، لا راس الفقر ولا راس الخصاصة ولا راس الغلاء ولا غيرها من الرؤوس هي المطلوبة، وحده راس الثورة تطلبه دويلة خليجية اشترت حقوق الثورات المضادة و طابور عسكري مصري يعمل على طمس نعمة سبعطاش مثلما طمس نعمة 25 فبراير، تغذيها قوى استئصال متونسة تعمل على الوصول الى السلطة من خارج الشرط الديمقراطي، تبحث عن ممرات ملتوية تغمرها المياه القذرة، لتحشوها بجثث التونسيين، ثم تمر من فوق الجماجم الى قصور فشلت في إدراكها بالتي هي احسن، فأرادت ادراكها بالتي هي أسوأ، بالتي هي أجرم واقذر وأفظع واجبه وايسر وأشعب واشيع..