وات - اختتمت، مساء السبت، فعاليات الدورة 40 المهرجان الدولي للقصور الصحراوية بعرض ملحمة "عطر القصر"، وهو عمل فرجوي ضخم اعتمدت فيه التقنيات الجديدة وتضمن قراءات شعرية وغيرها... واستعرضت ملحمة "عطر القصر"، التي كتب السيناريو والحوار الخاص بها، حاتم الغرياني واخرجها عبد الكريم صويد، صفحات من تاريخ البادية والقصور الصحراوية زمن الخير والجدب وفي الافراح والاتراح وما تتميز به من انماط تعبيرية واهازيج، ونفذها 150 عنصرا في فضاء رحب ومتناسق في خيامه ومكوناته الطبيعية. وتابع هذه الفقرة الختامية للمهرجان الدولي للقصور الصحراوية، الذي انطلق يوم 21 مارس 2019، جمهور غفير جاء من مختلف مناطق الولاية والجنوب عموما على مدى 65 دقيقة. وكان اختتام المهرجان الذي حضره وزير الشؤون الثقافية، محمد زين العابدين، وكاتب الدولة للمؤسسات الصغرى والمتوسطة، الحبيب الدبابي، مناسبة لاستعرض لوحات راقصة ومعبرة لفرق الفنون الشعبية المحلية والوافدة من عدة دول عربية منها ليبيا والجزائر والاردن. وقد تحول وزير الثقافة، قبل ذلك، الى المكتبة الجهوية، التي احتضنت طيلة الايام الثلاثة المنقضية، ندوة فكرية حول "التراث اللامادي : الواقع والافاق" وتلقى، بالمناسبة، تقريرا حول مقترح بعث مركز الاقليمي الخاص بالتراث غير المادي بالجنوب الشرقي التونسي الذي دعا الى احداثه الاساتذة الجامعيون والاخصائيون المشاركون في هذه الندوة. ودعا التقرير الى ان يتولى هذا المركز تنظيم الندوات والورشات التكوينية في المجال وجمع التراث وتصنيفه وتوثيقه وصونه علاوة على ان يساعد في استثمار التراث غير المادي في التنمية بالتعاون مع المؤسسات المحلية والاقليمية والدولية وان يكون تحت اشراف ورعاية وزارة الشؤون الثقافية. واكد زين العابدين، في تصريح لمراسل "وات" بالجهة، أنّ الوزارة تهتم بالتراث اللامادي وتعمل على ان يكون لكل جهة مركز دراسات للتراث غير المادي بكل اجناسه. كما ابرز حرص الوزارة على تنمية البحوث المدونة ومن خلال المهرجانات والتظاهرات التي لها علاقة بالتراث على غرار تطاوين التي تعتبر احسن مثال على عمق الحضارة وثرائها. واشار الوزير بخصوص تسجيل القصور الصحراوية في لائحة التراث العالمي، أن هذا الملف الذي انطلقت الوزارة في اعداده يحتاج الى وقت والى مساهمات كل المعنيين بالتراث من خبراء ومجتمع مدني، حتى نضمن قبوله مبينا عزم الوزارة على الانتهاء من هذا العمل لتثمين القصور وجعلها قبلة للسياح والزوار من الداخل والخارج، على حد وعده. كما طاف الوزير في معرض العادات والتقاليد واطلع على نماذج من الانتاجات اليدوية لعدد من الحرفيين من تونس ومن ليبيا.