الأناضول - الرباط/ تاج الدين العبدلاوي - جدد المغرب، الخميس، رفضه لأي حل لنزاع في إقليم الصحراء خارج الحكم الذاتي، واحترام سيادة المملكة. جاء ذلك في تصريحات إعلامية أدلى بها وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، على هامش مناقشة موازنة وزارته السنوية في البرلمان بالعاصمة الرباط. والأربعاء، مدد مجلس الأمن الدولي، ولاية بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في إقليم الصحراء (مينورسو)، لمدة عام ينتهي أواخر أكتوبر/ تشرين الأول 2020. وقال بوريطة إن المملكة "متمسكة بالحل السياسي لقضية الصحراء المغربية، في إطار الضوابط التي حددها الملك محمد السادس". وأوضح أن الضوابط تشمل: "لا لأي حل لقضية الصحراء خارج الحكم الذاتي واحترام سيادة المغرب، ولا لأي مسلسل بدون الانخراط الكامل والمسؤول لكافة الأطراف، ولا لأي إطار خارج إطار الأممالمتحدة. ولا للمناقشات حول قضايا جانبية (...)". وأضاف بوريطة أن القرار 2494 بشأن قضية الصحراء الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي الأربعاء، أكد على أن الموائد المستديرة (الاجتماعات) هو "الإطار الوحيد" للوصول إلى حل سياسي للنزاع حول إقليم الصحراء. ولفت إلى أن محادثات جنيف هي أولا "صيغة مشاركة تهم الأطراف المعنية (المغرب وجبهة البوليساريو)، وبالأخص الجزائر المدعوة إلى تحمل دور على قدر مسؤولياتها في هذا النزاع". وأكد أن المحادثات تهدف إلى "إيجاد حل سياسي واقعي عملي ودائم مبني على التوافق، وذلك كما هو محدد في الفقرة 2 من القرار". ورأى بوريطة في تمديد مهمة البعثة الأممية لمدة 12 شهرا "إشارة قوية من مجلس الأمن على تشبثه بضمان الهدوء للمسلسل السياسي، وضرورة الأخذ بالاعتبار السياق الإقليمي الذي يستلزم مزيدا من الوضوح والرؤيا، ليكون في مقدور مختلف الفاعلين المشاركة الكاملة وبكل مسؤولية في البحث عن حل سياسي". كما اعتبر أن في القرار "تأكيد على أولوية مبادرة الحكم الذاتي (...)"، مشيرا أن مجلس الأمن الدولي "جدد التأكيد على وجاهة وصواب الموقف المغربي، ويعزز الدينامية الايجابية والدعم المتزايد لمرتكزات هذا الموقف"، حسب تعبيره. وحصل القرار على موافقة 13 دولة، من إجمالي أعضاء مجلس الأمن (15 دولة)، فيما امتنعت دولتان عن التصويت هما روسيا وجنوب إفريقيا. من جهتها، اعتبرت جبهة البوليساريو، في بيان عقب صدور القرار، أن "عملية السلام في الصحراء وصلت إلى منعطف خطير، ولم يعد أمامها (الجبهة) أي خيار سوى إعادة النظر في مشاركتها في العملية برمتها". وبدأ النزاع بين المغرب وجبهة "البوليساريو" حول إقليم الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول إلى مواجهة مسلحة بين الجانبين، توقفت عام 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، برعاية الأممالمتحدة. وتقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، بينما تدعو "البوليساريو" إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر، التي تؤوي عشرات الآلاف من اللاجئين من الإقليم.