قراءة: 2 د, 56 ث كتبه / توفيق الزعفوري.. ولي يعتدي على أستاذ أمام تلاميذه... حدث ذلك في إحدى إعدادات قفصة، أمس و قد سبقه بيوم إعتداء أشنع من تلميذ على مدير بولاية نفطة بشفرة حلاقة تسبب له في جرح غائر و سبعة عشر رتقا... ماذا تنتظر من أب يفترض أن يكون مربيا في بيته، و من تلميذ يفترض أت يكون التعلم هدفه و مبتغاه، في فصله!؟؟. ماذا تنتظر من تلميذ تكون قدوته منال عمارة، و الدلاجي و كلاي بيبي جي، و كافون، و غيرهم، يحقّر من شأن نُخبتِه، و يُعلي هامةَ السُّذّج و التّافهين ؟؟ ماذا تنتظر من جيل ضيّع البوصلة و الإتجاهات الست و صار منبتّاً معتلاًّ لا ثقة في نفسه و لا في غيره، آخر إهتماماته العلم و التعلم!؟؟ ماذا تنتظر من مؤسسات متآكلة متهالكة، هي صورة لمن يرتادونها!؟؟. لا يمكن لك أن تحتفظ برباطة جأشك، و أن تحافظ على هدوء أعصابك و أنت تقرأ، أو تسمع أن ولياً إعتدى على مربي في ساحة المعهد، أو خارجه، فما بالك في قاعة الدرس!!! هذا مصابٌ جلل في مجتمع فاسد، نافق منافق فَقَدَ أعصابه و عقله و عِقاله، و أصبح فيه العنف و العنف المضاد خبزا يوميا!!!. لم نسمع إلا بوقفة إحتجاجية لمدة ساعة، أو ساعتين، في كل مرة في و في المقابل نسمع أن الدروس تتوقف أسبوعا و أسبوعين، و تتبعثر مواعيد الإمتحانات، و يتعمّق الخوف لدى التونسيين، من إمكانية الوصول إلى سنة بيضاء أو اللجوء إلى الإرتقاء الآلي و ما نتج عنه من إنحدار المستوى... تتعالى أصوات الأساتذة في كل مرة و لا شيء يحدث، الإ إذا تعلق الأمر بالزيادة في الرواتب أو في الدروس الخصوصية و كيفية تنظيمها، أما الإحتجاج على كرامتهم فإنه خافت جدا، و يكاد يكون صوريا، لتسجيل ثورية وهمية زائفة أمام الساحات!!!. أيها الأساتذة يا معشر القرطاس و القلم، كم من إعتداء حدث أمام أعينكم و في رحاب مؤسستكم، و كم من إهانة لحقت بكم، غير أنكم تحمّلون المسؤولية دائما لسلطة الإشراف، ستستمر الإعتداءات و الإهانات مع هذا الوزير و مع غيره و من سيأتي من بعده، إذا لم تكن هناك مراجعات حازمة و صارمة و وحدة كلمة تجاه هذا الغول الذي سيأتي عليكم واحدا واحدا.. هذا المقال سيثير حفيظة زملائي، و سيعاديني البعض و يشتمني البعض الآخر ، و لكن من أجل كرامتكم أرجو ألاّ تعودوا إلى قاعات التدريس، قبل أن تعود إليكم بعضٌ منها وفق إحصائيات وزارة التربية فقد بلغ عدد الإعتداءات خلال الثلاثة سنوات السابقة 1200 إعتداء ، بمعدل 400 إعتداء كل سنة، أي كل يوم حالة إعتداء و أكثر... و لازل شبح العنف بأنواعه اللفظي و المادي يخيم على جميع الفضاءات التربوية، إضافة إلى الآلاف من حالات التعاطي لدى الجنسين حالات الإعتداء لم تتوقف، و هذا يعني أنه ليس هناك خطة لمعالجة الظاهرة، إضافة إلى الإفلات من العقاب، و طول فترات التقاضي، و عدم توفير و تنظيم فترات مقابلة الأساتذة، و تهيئة فضاءات لذلك، و عدم قبول أي ولي الا في أوقات معينة و حسب موعد، و بحضور الإدارة، تفاديا لمزيد من العنف و توقيا من إتهامات بالتحرّش.. أنصح نقابة التعليم الثانوي و الأساسي المطالبة لا بقانون أساسي فلم يعد ذلك مهما، الآن ، بل المطالبة بحمل سلاح مرخص فيه عوض حمل قلم، في ضل تواتر البراكاجات و حالات العنف الممنهج تصبح حماية النفس أهم من حماية حقوق المتعلم في التعلم، أو يستعيضوا عن الدروس الخصوصية، بدروس في الدفاع عن النفس في صالات التايكوندو و الكراتي!!!. في تونس ينقصنا شيئان لا ثالث لهما : الحزم و الحسم...