وكالات - أثارت قناة العربية الحدث السعودية، موجة من السخرية على منصات التواصل الاجتماعي، بعد بثها فيديو لقصف قاعدة الوطية الجوية الليبية، تبيّن أنه مقتطع من لعبة محاكاة مشهورة على الإنترنت. ونشر حساب القناة السعودية التي تتخذ من الإمارات مقرًا لها، الاثنين، عبر تويتر، لقطات زعمت أنها تظهر عملية الاستهداف الذي تعرضت له قاعدة الوطية غربي العاصمة الليبية طرابلس، في ساعة متأخرة من مساء السبت. لكن المفاجأة التي كشفها ناشطون ومتخصصون كانت أن الفيديو مجتزأ من لعبة المحاكاة العسكرية "ARMA 3" الشهيرة على الإنترنت، وليس لقصف قاعدة الوطية. وبعد التحقق من الفيديو، تبين ، أن المقطع نُشر لأول مرة في وقت مبكر من يوم الاثنين، عبر حساب يوتيوب متخصص يسمي "المراقب الليبي" وقد بين في عنوانه أن المقطع مأخوذ من لعبة الفيديو المذكورة. وبعد تداول المقطع في قناة الحدث على أنه قصف لقاعدة الوطية، أضاف "المراقب الليبي" تحديثا في وصف الفيديو قال فيه "للأسف ولسوء الدراية والحكمة ولعدم التيقن قبل نشر الخبر، حدث مالا يحمد عقباه". وتابع الحساب الذي صمم الفيديو "بعض الصفحات نشرت هذا الفيديو على أنه مقطع حقيقي لضربات جوية جديدة أو كما يقولون الضربة الثانية للقاعدة.. للأسف تفاقم الوضع دون قصد". وقال "المراقب الليبي" ردًا على أحد متابعيه "إنها لعبة ولم نتوقع حدوث ما حدث من انتشار الفيديو ونشره على أنه قصف حقيقي... هذا لم يرضنا ولم نتوقع أنه سيصل إلى هذا الحال. إنه مجرد محاكاة فقط وليس غارات جديدة أو ما شابه". وأثار المقطع المنشور على صحفة "العربية الحدث" جدلًا واسعًا وسخرية كبيرة من قبل الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين شككوا في مصداقية القناة وما كانت تنشره خلال السنوات الماضية، مما دفع القناة السعودية إلى حذف الفيديو من على منصاتها ظهر اليوم. يشار إلى أن دولة الإمارات التي تتخذ منها قناة العربية الحدث، مقرًا لها، تدعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر بالسلاح والمال في مواجهة حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليًا. وقالت وزارة الدفاع الليبية، إن الطيران الذي استهدف قاعدة الوطية الجوية غرب العاصمة طرابلس "متطور جدًا"، ولا يمكن أن تملكه قوات حفتر، إلا إذا زودته به جهة أجنبية. وفي ساعة متأخرة من مساء السبت، قصف طيران مجهول الهوية، قاعدة الوطية التي تسيطر عليها قوات حكومة الوفاق، وسعت وسائل إعلام سعودية من بينها قناة العربية، إلى اختلاق إقرارًا تركيًا بتدمير القصف لمنظومة دفاع جوي تركية وهو ما لم يحدث. وكانت الغارة التي شُنت بواسطة طائرتين حربيتين، وقعت بعد يومين من زيارة لوزير الدفاع وقائد الأركان التركيين للعاصمة الليبية، بحث خلالها الطرفان زيادة التعاون العسكري بينهما، في حين قال مسؤولون ليبيون إن تركيا ستساعد بلادهم في بناء جيش وطني. ونقل موقع ميدل إيست آي البريطاني عن مسؤول تركي، أن الإمارات ربما تكون وراء استهداف القاعدة، مرجحا بأن الطائرة التي نفذت القصف ربما تكون من طيراز ميراج.