نصرالدين السويلمي مجلس شورى حركة النهضة فوض الغنوشي! هذه المرة على خلاف المرات السابقة، لا نتحدث عن شورى يفوض التنفيذي، بل عن تفويض مباشر للغنوشي، هذه لم تحدث إلا في حالات نادرة حين كانت المعلومة ضيقة ومساحة المناورة دقيقة وعامل الوقت كالسيف، كل هذه المناخات متوفرة اليوم، يجب أن تكون الصورة متاحة بجزئياتها وذراتها ليتمكن المفوض المفاوض من هندسة فكرة مشبعة يؤسس عليها خياراته. إذا وأمام هذه الوضعية الجيومترية الدقيقة كان لابد من التفويت في أكبر قدر ممكن من المرونة، الى جانب تزويد مبعوث الشورى إلى الساحة بمساحة مريحة تخول له التحرك بلا حواجز، لذلك وردت هذه العبارة المنتقاة بعناية "للاتفاق على مشهد حكومي بديل" ونحسب أنه لو فتشنا في قاموس العبارات الفضفاضة ما عثرنا على عبارة مطاطة حمّالة مثل التي تم تصديرها إثر انقضاء فعاليات شورى ال 41.. إنهم يطلقون يد الرجل الذي يملك معلومة القصبة كما معلومة قرطاج وباردو، ويسمحون له بالتحرك ضمنها ووفقها، طالما أن جميع المؤسسات مجمعة على ضرورة إخراج الحركة من مهزلة "زيد الماء زيد الدڨيڨ" التي استعذبها شركاء الحزام، ولابد من إعادة الاعتبار، ليس للحزب الذي يترفق بشركاء غلبت عليهم الشراهة، وإنما للحزب الذي فاز ليحكم. هل سيرحل الفخفاخ؟! الاغلب ان نعم، سيرحل.. لكن ذلك لا يعني أن الحركة لن تقبل بعروض أخرى جدية تقطع مع لعبة الحزام المخاتل، وتعيد لنتائج الصناديق هيبتها، الأغلب ان توافقات أخرى تبوّب القوى السياسية وفق محصولها الانتخابي، وتوسع الحزام الى ما بعد ثنائي المخاتلة ويوسف الرهينة، توافقات كهذه كفيلة بدفع النهضة الى ترحيل مسالة التضارب الى ما بعد ظهور نتائج التحقيق. لان النهضة تأثرت بخطاب الدولة، وتوطن نفسها تباعا على لكنة المؤسسات، فقد وضعت جميع حججها في سلة التضارب "حركة النهضة تعتبر أن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الراهنة في تونس لا يمكن أن تواجهها حكومة تلاحق رئيسها شبهات تضارب مصالح" ذلك ما ورد على لسان النهضة، لكن في ذهن النهضة الذي استبطنته وتحركت بموجبه ولم تصرح به، أن " حركة النهضة تعتبر ان الازمة الاخلاقية داخل الحزام الحكومي لا يمكن أن تستمر الى ما لا نهاية" وما لم تقله النهضة أيضا، ان حكومة الفخفاخ ما قبل اللائحة الجريمة التي ارادت النيل من 25 يناير وشهداء الشرعية المصرية، لن تكون كما بعدها، والحزام الذي تحالف مع الاجرام النوفمبري، ثم همّ و أراد أن يجرّم الرئيس الشهيد وبقية شهداء وسجناء الثورة المصرية، حزام بتلك صفات، لن يتورع في تجريم وتوريط والكيد والنيل من شريكه في السلطة.