بقلم: وائل الرميلي محمد على التريشيلي، شاب تونسي، أصيل معتمدية عقارب وقاطن بمدينة المحرس من ولاية صفاقس، أستطاع أن يتميز في أكثر مجالات حياته صعوبة وظلمة، حيث قبل التحدي واستطاع أن يتحول من شخص خلق يتلعثم في الكلام، إلي مثالا لتحطيم اليأس والقدرة على تحويل الطاقات الداخلية إلى عطاء بالرغم معاناته من عدم القدرة على النطق السليم. ولد الشاب محمد علي بلسان ثقيل و تشوه على مستوى الوجه و الفكين، أجرى أكثر من 15 عملية على فمه، فهذا الوضع، كما يقوم محمد علي، جعل لديه دافعا للنجاح بدلا من التقاعس والتراجع، مع تشجيع والدته التي وقفت بجانبه، كما يشير : "إصراري على النجاح في المجال الدراسي هو لأنني لا أريد للحياة أن تتحكم بي، بل أنا من يتحكم بها، أصنع مستقبلي بيدي، وأثبت نفسي في المجتمع، داعمي الأكبر والأخير هو الله ثم أمي وأبي". وبالفعل، يؤكد محمد علي مراراً وتكراراً أن الإعاقة ليست بالجسد، بل الإعاقة بالفكر: قائلا: " لأنها إختبار من الله وأن الله يبتلي العبد المؤمن" ، ولم يتخلى عن حلمه في التميز والنجاح، وتوكله على الله كان هو الدافع له للنجاح في الدراسة. كما كشف لنا عن تحديه صعوبة النطق وتخطيه هذا الأمر بفضل عائلته وخاصة والدته إضافة لأصدقائه وزملائه واساتذته بالكلية، وفي كثير من الأوقات، يحاول محمد علي المشاركة في المبادرات التطوعية التي تسهم في توعية المجتمع وتقديم العون لكل أفراده، إلا أنه يحاول أن يغير نظرة المجتمع لمن يعانون من إعاقات بغض النظر عن طبيعتها، ومن تلك المبادرات النوعية التي شارك فيها، كانت مبادرة لجمع الأغطية البلاستيكية دعما لذوي الاحتياجات الخصوصية عبر مدّهم بكراسي متحرّكة وبعض التجهيزات الطبّية. هذا وأشار محمد علي إلى أنه قد تحصل على شهادة في الإجازة الاساسية في التصرف اختصاص مالية و شهادة ماجيستير تجارة دولية، كما اشتكى من تعنت الجهات والشركات في مسألة تعيينه وتوفير وظيفة له بسبب معاناته من صعوبة النطق و التشوه على مستوى الوجه و الفكين، لافتاً إلى أنه يواصل البحث عن وظيفة منذ أكثر من عام دون جدوى، وبيّن أنه رغم أهمية تخصصه ووجود حاجة مجتمعية وعملية له إلا أن طلبه الوظيفي قوبل بالرفض من معظم الشركات ووصل الأمر إلى رفض مسئولي التوظيف في الشركات مقابلته، مشيراً إلى أن ذلك دفعه إلى البحث عن عمل إداري لكنه فوجئ بالرفض أيضاً، مطالبا المسئولين والشركات بتوجيه لفتة جدية للنظر في وضعيته . ويختم قائلاً : "الحمد لله الذي أخذ مني طلاقة اللسان وجعل لي قلبا خاشعا والحمد لله "، مؤكدا أنه منذ طفولته يحب التحديات ومواجهة الصعوبات، وأن الفرد هو من يقرر أن ينهار وينعزل أو أن يكون ذا إرادة وثقة بالمستقبل.