كتبه / توفيق زعفوري... الخبر يقول : رفضت السلطات النرويجية يوم أمس السبت 9 أوت 2020 السماح لأكثر من 150 راكبا كانوا على متن الطائرة التي أقلتهم من نيس الفرنسية باتجاه العاصمة أوسلو، الدخول إلى أراضيها دون المرور بالحجر الصحي لمدة أيام أو العودة من حيث أتوا، والسبب أن الطائرة وصلت متأخرة بدقيقة واحدة (00:01) وهو ما تزامن مع دخول الاجراء الجديد الذي فرضته النرويج بالنسبة للقادمين من أربع دول (من بينهم فرنسا) حيّز الدخول، في إطار التوقي من فيروس كورونا المستجد. أتحدى وزارة الصحة و وزير الصحة بالنيابة أو حتى الرسمي و أتحدى نصاف و كل أعضاء اللجنة العلمية أن يتخذوا قرارا مماثلا لطائرة قادمة من فرنسا.. سبق أن قلنا عديد المرات، أنه لابد من القطع مع سياسة الأيادي المرتعشة و الوقوف بصرامة و حزم و الحسم في الإجراءات بطريقة قانونية لا لبس فيها و ليكن الإجراء قاطعا كالسيف و علنيا، لكنكم تتعاونون دائما بخفة و بدون مراقبة و لا متابعة ، نحن نترقب الفرنسيين ماعساهم يفعلون و ما القرارات التي يتخذونها ، ثم نتفاعل بنفس الطريقة، حتى أننا ما عدنا قادرين الا على تسييس الوضع الصحي، فرنسا التي سجلت مئات الإصابات تصنف تونس منطقة حمراء، و نحن نصنف فرنسا منطقة خضراء، فيا للعجب.. قلتم أنه لابد من التعايش مع الفيروس و أنه ليس من الممكن أن تواصلوا غلق الحدود، طيب لا بأس إفتحوا الحدود و لتعد الدورة الاقتصادية إلى سالف عهدها و نحن نريدها أفضل من السابق لكن ألزموا بالقانون كل الوافدين بالحجر الصحي الإجباري ، وقد جربتم سياسة التعويل على وعي التونسي و الحجر الصحي الذاتي ، كانت نتيجتها إرتفاع حالات الإصابة من جديد و أول أمس سجلنا إصابات محلية أكثر من الوافدة و إنقلب هرم الإصابات، و أصبحنا لا نسمي الأشياء بمسمياتها، إذا ارتفعت الإصابات من جدبد في القيروان أو جربة أو سوسة أو غيرها و صار لزاما أن تقولوا أن هذه المناطق صارت بؤرا فمم أنتم خائفون!! ؟؟ لقد صارت بؤرة و ليتحمل كل مسؤوليته، ثم بربكم كفوا عن سياسة الترغيب و المطالبة باتباع الإجراءات.. كفوا عن ذلك الدلال المفرط الذي أوقعنا في مأزق من جديد، حتى أنه صار لزاما العودة إلى إرتداء الكمامات أو التفكير في جعلها إجبارية، خاصة في المطارات التي تمثل واجهة البلاد، لا تفكروا في جعلها إجبارية، إجعلها إجبارية أو ألزموا الناس بالخطايا، لقد فعلت ذلك فرنسا، فافعلوا كما تفعل فرنسا مادمتم عاجزين على إلزام الناس بالقانون و عن اتخاذ القرارات الصارمة و الحاسمة.. ما نحن فيه الآن هو نتيجة سياسة التراخي التساهل في التعاطي مع الناس و ليس مع الفيروس، حتى إنقلب الوضع من إنفراج نسبي إلى خوف من العدوى.. ثم أننا بعد أيام مقبلون على عودة مدرسية، فماهي خطتكم لمنع عودة إنتشار الفيروس، أم أنه صار لِزاما علينا التعايش مع مئات أو آلاف الإصابات.. وزارة الصحة و اللجنة العلمية، و بعد دراسة معمقة للوضع الصحي و مدى مواءمة الإجراءات التي اتخذوها على امتداد شهور، تعلن آخر الخلاصات: تعايشوا مع الفيروس،.. نعم آخر الدواء الكي الخلاص إذن أصبح فرديا، كل واحد منا يتخذ بنفسه ما يتوجب عليه فعله لحماية نفسه و عائلته فلا داعي لاتباع توصيات وزارة الصحة التي لا يمكنها اتخاذ قرار حاسم في من توافدوا، و لا حتى مراقبتهم ، المراقبة كانت ضعيفة و فاشلة و غير مجدية، ما سمح للبعض منهم بالهروب من مراكز الحجر و نقل العدوى إلى غيرهم و هو السبب في تكاثر الإصابات، أما وقد عاد الفيروس للإنتشار بيننا، فإن الكوفيد يعلن أن تونس صارت خالية من وزارة الصحة.. و الوضع تحت السيطرة.. و حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم...