حياة بن يادم عندما رأينا غزو المرأة النهضاوية للمشهد التشريعي و المشهد البلدي خلنا انفسنا امام حزب قفز سنوات ضوئية عن بقية الأحزاب التي تدعي الحداثة و مناصرة المرأة و أنه حزب قطع مع العقلية الذكورية. لنصطدم بالقائمة التي أصدرها مجلس الشورى حول لجنة الاعداد المادي و المضموني للمؤتمر القادم حيث أتت على شاكلة 30 رجلا و إمرأة يتيمة. بالرجوع للمرأة النهضاوية هي إمرأة تونسية دفعت الثمن غاليا عندما كان كيلو النضال بوزن الجبال. اذ كانت عنوانا للنضال الاقتصادي و الاجتماعي و كانت شريكة الرجل في النضال السياسي تشهد عليها سنوات الجمر و القمع و سجون البلاد من شمالها الى جنوبها. يتضح وجودها في المشهد التشريعي و البلدي كان تلبية لقانون المناصفة ظاهره دعما لها و باطنه وأدا لإمكانياتها. رغم تصدر الوعود الانتخابية موضوع النهوض بأوضاع المرأة و حماية مكتسباتها و الرفع من مستوى مشاركتها في الحياة العامة و في مواقع القرار و المناصب العليا، علما من السّاسة أن المرأة تعتبر خزان فاعل في الانتخابات، إلا أن هذه الوعود تختفي بانتهاء الانتخابات لتجد المرأة نفسها في الخطوط الخلفية ومجرد وقود للحملات الانتخابية. مهما كان السبب وجود إمرأة يتيمة على 30 رجلا وصمة عار للحزب الأول في البلاد. حيث كانت المرأة فيه رأس الحربة في كل المعارك الانتخابية التي خاضها. و إن صحّت المعلومة التي تفيد عزوف المرأة عن الترشح لهذه الخطة، يجعلنا نعتبر ان التناحر و كل أنواع التوتر الذي ميز الحزب خلال الفترة الماضية جعل من بيئة التنافس غير صحية، لأنه عندما تنزل المرأة مع الرجل في مواجهة الكفاءة يعني كفاءة لكفاءة تستطيع ان تصرعه، و الدليل سيطرة الاناث في الجامعات و في مختلف المهام التي لا تناطح و لا صراع فيه. لكن ما دامت الساحة السياسية لا تتنافس وفق الكفاءات لكن وفق القدرة على البطش و السجال و الجدال فلن تستطيع أن تنتزع المرأة حظّها.