مرتجى محجوب على هامش تصريح السيد رئيس الحكومة المكلف بأنه قد قرر تشكيل حكومة كفاءات مستقلة ، أستغل الفرصة لأبدي رأيى المتواضع في مسألة : الكفاءات السياسية او المستقلة او التكنوقراط ...و التي تطل برأسها كلما دخلنا في أزمة برلمانية او سياسية بصفة عامة . أما بالنسبة للكفاءات السياسية فهي في رأىي شخصيات سياسية متحزبة او غير متحزبة أي مستقلة ، تحمل رؤية و برنامج سياسي و اقتصادي و اجتماعي و ثقافي شامل و لها من القدرة على التأثير و التسيير و القيادة و من الكاريزما ما يؤهلها للنجاح في الانتخابات أو تحمل المسؤوليات السياسية العليا في الدولة ، مع التأكيد على أنك لا يمكن أن تصبح كفاءة سياسية بين ليلة و ضحاها ، بل يتطلب الأمر بالضرورة اجتهادا و مراكمة و تكوينا فرديا عصاميا و تفاعليا لا يقل عن عشر سنوات على الأقل و الا فانكم ستفشل حتى ان خدمتك الصدفة أو الظروف لتقلد أعلى المناصب ، كما أن لا علاقة للكفاءة بالتكوين الأكاديمي أو الشهائد العلمية أو الخبرة المهنية ، التي يمكن أن تساعد و تمثل روافد مغذية ، و لكنها لا يمكن أن تشكل أساس الكفاءة السياسية . أشير كذلك أن الكفاءة السياسية المستقلة لا تعني عدم حمل صاحبها لتوجهات سياسية أو أيديولوجيا معينة و انما فقط عدم انتمائه لحزب . بالنسبة لمن يطرح صيغة : كفاءات مستقلة و ليس كفاءات سياسية مستقلة ، لتولي مناصب سياسية ، فالطرح لا معنى له و لعله يحيلنا لمفهوم التكنوقراط و الذين هم بكل بساطة و لكن بكل احترام ، أصحاب شهائد عليا في اختصاصات علمية أو أدبية معينة لا يمتون للكفاءة السياسية بصلة و لا يجوز أن يتحملوا مناصب سياسية مهما كانت الظروف و الأحوال ، بل يلجأ لهم السياسي لتقديم المشورة الفنية لا غير . السياسة يا اخواني ، اختصاص و خصوصيات و خصال ، لا يمكن أن ينجح فيها من هب و دب ، و النجاح الذي أقصده ليس الحصول على مقعد في البرلمان أو كرسي رئاسة او وزارة ، بل ما يمكن أن تتركه من أثر و انجازات يستفيد منها الوطن و الأجيال الحاضرة و اللاحقة بكل تأكيد .