وات - تشارك تونس في الدورة 16 لمهرجان مونتريال الدولي للأفلام السوداء بالفيلم الوثائقي الطويل "لا. نعم" للمخرج محمود الجمني. وستنتظم الدورة 16 لهذه التظاهرة السينمائية من 23 سبتمبر إلى 4 أكتوبر 2020 في نسخة الكترونية، وذلك توقيا من فيروس كورونا. ويعتبر فيلم "لا. نعم" جزءٌ من ثلاثية فيلميّة بعنوان "الألم والمقاومة"، كان أوّلها شريط "حنظلة" (2012) ثم تبعه شريط "وردة بعبق الحياة" (2015). وتدور أحداثه حول شابة سمراء البشرة حاملة لشهادة جامعية، أصيلة جهة قابس، تعُود إلى بلدها بعد أن صمّمت على وضع معارفها في مجال الاتصال لخدمة وطنها، غير أن اتصالاتها وعلاقاتها العديدة مع الناس، فتحت عينيْها على مواقف تمييزيّة تتعارض مع المبادئ الدينية والخيارات السياسية التي تعود إلى سنة 1846 وهو تاريخ إلغاء بيع الرق من قبل أحمد باي، وصولا إلى المصادقة على القانون الأساسي المتعلق بالقضاء على جميع أنواع التمييز العنصري في أكتوبر 2018. ويتناول الجمني هذه المسألة من زوايا متعدّدة تاريخية وجغرافية واقتصادية وثقافة ونفسية واجتماعية، مثيرا عديد نقاط الاستفهام دون تقديم إجابات عنها، والوقوف عند مجموعة من المتناقضات في المجتمع. ويرى المخرج أنه رغم تعارض الميز العنصري مع الدين ومع القانون، ورغم أنّ تونس كانت سبّاقة في العالم لمكافحة الميز العنصري عن طريق إلغاء الرق (1846)، إلا أن الواقع يُبرهن غير ذلك، وفق قوله، لافتا إلى وجود مصطلحات لُغوية يستخدمها المجتمع مثل "وصيف"، وهي مصحوبة بممارسات اجتماعية مثل "الزواج". وهذا العمل السينمائي "لا/نعم" هو فيلم التحديات والأسئلة، وفق المخرج، ينطلق من ماضٍ "مؤلم" ويتطلّع إلى مستقبل أفضل.