قيس بن مفتاح (تنويه : تدور أحداث هذه القصة الحقيقية في المستقبل في العقد الثاني من الألفية الرابعة بين سنتي 3011 و 3020 وكل تشابه بين الوقائع والشخصيات مع الخيال هو من قبيل الصدفة ولا يتحمل الكاتب مسؤولية ذلك) كان يا مكان في أرض الإيالة التونسية سنة 3011 فتى ودود يدعى غازي زوج "بنت العائلة" لكنه عاشق ولهان بسيدة تدعى "الوطنية" كانت في عصمة سيدها الباي وتعنى بكل ما يخص شؤون الإخبار والإعلام لكنه تركها مكرها في أوائل شهر جانفي سنة 3011 فأصبحت حرة نفسها تحت رعاية الباي فؤاد المؤقت ..سال لعاب الفتى الودود غازي وأصبح يراودها منذ ذلك الوقت ساعيا لربط حبل الوصل معها حتى يضمها "لحريمه" الذي يعمل في نفس مجال الإخبار والإعلام لكنها أظهرت له الصد والجفاء عبر أبنائها العاملين في كامل الإيالة التونسية ففي صبيحة 20مارس 3011 وتحضيرا لكلمة يلقيها فؤاد المؤقت في عيد العرش حاول الولهان العاشق غازي غمز صنارته أثناء التحضيرات للكلمة فاصطدم بأحد أبناء السيدة"الوطنية" يعمل مدير تصوير والذي رفض تدخل الفتى غازي في شؤون والدته رافضا كل علاقة بين الطرفين بسبب عدم وجود صفة تأهله لذلك فهو لم يكن مسؤولا في الديوان بالقصبة أو بالقصر بل كان حضوره مثل أخيه "بلبل" (صاحب الحريم الأول) بصفة شخصية لمساعدة أهل "الحاضرة" بالديوان والقصر في كل ما له علاقة بالإتصال والإشهار ولتصيّد ما يمكن الظفر به في مثل تلك الظروف العصيبة التي تعيشها الإيالة التونسية ولقد حال آنذاك "المختار" ولي أمر "الوطنية" المعين من قبل فؤاد المؤقت دون احتدام الأمور وتدهورها ففضّ الإشتباك ، مرّت الأيام والليالي حتى جاءت الفرصة مجددا لغازي الودود في أمسية يوم 20نوفمبر 3014 حين كان مصاحبا لابن الشعب حمة المترشح لانتخابات قادمة بالإيالة والذي لبى دعوة "الوطنية" في منزلها ليُعرِّف بنفسه لمتابعيها وكان الفتى غازي من ضمن فريق كبير يقدم خدماته بمقابل فحاول هذه المرة التقرب مغَيِّرا خطته ولكن دائما بالتدخل في ما لا يخصه ويعنيه فأنزله أبناء "الدار" من غرفة المراقبة وألزموه ركنا حتى انتهت زيارة حمة ابن الشعب لمنزل "الوطنية " . كتم غازي الودود سنين طوال ما في نفسه وكبح جماح شهوته حتى جاء أحد أيام شهر ديسمبر سنة 3019 وتحت قبة المجلس الأكبر السلطة التشريعية في الإيالة والذي أصبح الفتى غازي نائبا به يتمتع بالحصانة بعدما كان منذ أيام قليلة منفيا هاربا من العدالة بسبب قضايا رفعت ضده لينزوى بركن داخل القاعة الكبرى كالتلميذ في أول حصة بالسنة الدراسية وهو يتابع تطورات جلسة عاصفة تنذر بما سيعقبها فيما بعد حيث رفع نائب يده بشعار يعود لتنظيم سياسي أجنبي في دولة أخرى لتحتج على ذلك رئيسة حزب معارض ويختلط الحابل بالنابل وهاج البعض و ماج ليقرر غازي الودود النائب الجديد التدخل كالعادة مستغلا تواجد إحدى كاميرات أحد أبناء "الوطنية" المنغمسة في نقل الحدث بمفردها فداعبها بأصابعه وغير وجهتها وبعدما كانت تشرف على كامل المشهد المشتعل داخل قاعة الجلسات أصبحت مرَكَّزة على متزعمة الإحتجاج دون غيرها حتى انتبه لذلك أحد أبناء "الوطنية" فانتفض معبرا عن رفضه لهذا التصرف المنفلت ويُعلم المسؤول عنه بما فعله العاشق الولهان فنهره وطالبه بالكف عن ذلك وعدم العودة حتى لا تتطور الأمور إلى ما لايحمد عقباه إن فضح تصرفات النائب الجديد... أيام قليلة بعد ذلك جاء اليوم الموعود لغازي الودود في عهد الوزير الأكبر الجديد هشام المسنود من أهل غازي وحلفائهم حيث اغتنم الهائم ب"الوطنية" وجودها في عهدة الوزير الأكبر هشام بالديوان في القصبة تقوم بعملها ليختلي بها رغما عن أبنائها الحاضرين الصّاغرين في حضرة الوزير الأكبر وليصول ويجول ويفعل ما شاء واشتهى مستعرضا عضلاته و خبراته في الميدان..وبعدما انتهى من ذلك عزم الفتى غازي على العودة من جديد ليكمل متعته ويُنفذ ما بقي من شهوته مستغلاّ حظوته لدى هشام المسنود لولا قيام هشام آخر غير مسنود من خارج الديوان بفضح أمر تلك الخلوة وإشهارها لدى العامة مما أجبر الوزير الأكبر على التراجع عن ذلك ظاهريا على الأقل في انتظار أن تحسم الأمور العالقة داخل أروقة المجلس الأكبر وأيضا في ظل مراقبة الباي سعيد وآخرين من العائلة الموسعة "للوطنية" لم يرقهم ما فعله غازي وما يضمره هو وجماعته أما السيدة "الوطنية" فهي على حيرتها باقية متوجسة خيفة من مصير حالك ومستقبل مجهول..