وات - أقر وزير التربية فتحي السلاوتي اليوم الجمعة بوجود "تأخير" على مستوى الإعداد الجيد لاعتماد التلفزيون في تحسين فرص وظروف تعلم الأطفال في ظل حالات العدوى المتزايدة في الوسط التربوي بفيروس كورونا المستجد خاصة أن البنية التحتية والامكانيات لا تسمح باعتماد التعلم عن بعد كخيار وحيد مؤكدا ضرورة تظافر جهود مختلف الأطراف لتلافي هذا التأخير. وقال فتحي السلواتي في افتتاح أشغال المنتدى الوطني حول الجمعيات النشيطة في ادماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال في التّدريس عن بعد، "لسوء الحظ لم يتم الإعداد الجيد لخيار التعليم عبر تخصيص قناة تلفزية للغرض، وهو خيار اعتمدته عديد الدول القريبة على غرار المغرب، خاصة أن البنية التحتية تستجيب لهذا الواقع الجديد والتلفزيون متواجد حتى في الأرياف النائية" وأردف " نعترف أن هناك تأخير كبير حتى بالنسبة للبلدان المشابهة لتونس، ولا أحد قادر على تلافي هذا الوضع وتحسين ظروف التعلم بمفرده وعليه فالوضع يستوجب تظافر كل الجهود من وزارة وشركاء وفي مقدمتهم المجتمع المدني ومعاضدة مجهود الوزارة في الغرض" وأفاد أن لجنة صلب الوزارة تعمل على الإعداد لعملية التعلم بواسطة التلفزة على اعتباره الخيار الأفضل مقارنة بباقي الخيارات من انترنات ومحامل ورقية. ولفت السلاوتي إلى أن الوزارة وضعت استمارة على موقعها الرسمي عبر شبكة الانترنات، تخص امكانيات التعلم عن بعد في تونس، شارك فيها 1 مليون و 700 ولي من بين 1 مليون و900 ألف ولي يدرس أبناؤهم (2 مليون و 215 ألف تلميذ) بمختلف المراحل التعليمية بين ابتدائي واعدادي وثانوي، توصلت نتائجها إلى أن 49 بالمائة من تلاميذ الاعدادي والثانوي تتوفر لديهم تجهيزات التعلم عن بعد من كومبيوتر أو لوحات رقمية أو هواتف ذكية في حين لا يتوفر ل 70 بالمائة من تلاميذ الابتدائي هذه الأدوات وفي قراءة لهذه النتائج، قدر الوزير، أنها قد لا تعكس الواقع بنسبة 100 بالمائة على اعتبار أن المجيب عن الاسئلة قد يتبادر له أن الغرض منها تمكين التلاميذ من هذه الأدوات غير أنها تؤكد أن هناك نسبة كبيرة من التلاميذ ليس لديهم الأدوات وامكانية الولوج إلى شبكة الانترنات خاصة في ظل تدني نسب الارتباط بالشبكة العنكبوتية ما جعل الوزارة تستبعد خيار التعلم عن بعد كخيار وحيد خاصة في ظل الإصرار على ضمان مبدإ تكافؤ الفرص وبين أن الوزارة اضطرت اختيار الدراسة يوم بيوم باعتماد مبدإ التدرج والمرونة وذلك بالاتفاق مع الشركاء الاجتماعيين، وكان من المفترض أن يكون سير الدروس بمعدل يوم دراسة حضوري يليه يوم لمتابعة الدروس عن بعد لكن لسوء الحظ الوضعية التي عليها البلاد لاتخول ذلك وأثنى وزير التربية في ذات السياق على الدعم الذي لقيته الوزارة من مختلف المتدخلين من شركاء ومجتمع مدني لانجاح العودة المدرسية داعيا اياهم إلى مواصلة معاضدة جهود الوزارة في مشروع التدريس عبر التلفزيون وفي تصريح ل(وات)، أكد مدير عام المركز الوطني للتكوين وتطوير الكفاءات التابع لوازرة التربية كمال الحجام، أن الانتقال الرقمي يعد خطا من الخطوط الاستراتيجية للوزارة أكدت الأزمة الحالية المتعلة بكوفيد 19 ضرورة الاسراع به وبايجاد حلول واجراءات عملية لتطوير قدرة الوزارة لتأطير التكوين والتعليم عن بعد وبين أن الوزارة نظمت المنتدى الوطني حول الجمعيات النشيطة في ادماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال في التدريس عن بعد، بحضور ممثيلين عن 12 جمعية تشتغل في المجال الرقمي وذلك في اطار انفتاحها على مكونات المجتمع المدني الذي يشتغل في اطار اولوياتها في محاولة لبناء شراكة فاعلة مع المجتمع المدني وبهدف التعرف على الانشطة التي تؤمنها في هذا المجال لفائدة المدرسين والتلاميذ. وأكد أن المنتدى كان فرصة هامة للوقوف على ثراء الموارد البشرية والابداعات والتجربة التي تزخر بها هذه الجمعيات وقيمة ونوعية الانشطة المبرمجة لفائدة التلاميذ والمدرسين لافتا إلى أن امكانية التعاون مع هذه الجمعيات فرصة ثمينة لوزارة التربية للمضي في مسار الانتقال الرقمي والتكنولوجي مدعومة بما تتوفر عليه هذه الجمعيات من كفاءات وابداعات تنسجم مع الأهداف التي وضعها المركز الوطني للتكوين وتطوير الكفاءات وشدد مدير عام المركز الوطني للتكوين وتطوير الكفاءات في هذا الصدد على أن كل اصلاح تربوي مهما كانت اهدافه يتطلب موارد بشرية على مستوى عالى من الكفايات. ..
