بقلم / منجي باكير أن تقف في الطابور تسعة ساعات في ليل الشتاء وتحت الريح والبرد و مع الغوغاء وجلافة المعاملة الامنية وخرق الصف والنظام والمحسوبية والكلام الزايد وروايح المكان الفاسدة لتحوز قارورة غاز منزلي تعرف حتما انك لست مواطنا وانك في وطن تحكمه الصعاليك وقُطاع الطرق أكثر من الذين انتخبتهم وانه لا دولة لك تحميك وتوفر لك ادنى متطلبات العيش وانك ولا شيء لكثير ممن تضيع اوقاتك لانتخابهم ... في صفاقس الابيّة 9 ساعات ليلية لاقتناء قارورة غاز منزلية ... من 06مساء الى ال03صباحا ، اي عزّ انتماء لوطن تحكمه فعليا قُطاع الطرق . نعم إنه من العار المغموس في كل تعابير الاسف والالم اننا في هذا العصر ننفق اوقاتا عصيبة من حياتنا ( وفينا المريض ، وصاحب العذر و ذو الاحتياجات الخاصة والمرضعة ... ) في سبيل توفير ادنى ادنى متطلبات العيش ، على فكرة اكثر من ستة عقود لوبانة وطبالة ( العيش الكريم ) وفي الآخر يظهر حتى العيش مافيش . لماذا ، لماذا زيطة وزمبليطة ومصايف متلتلة من المال العام وانتخابات ... لماذا رئاسات ثلاث ومجلس نواب وحكومات وتعيينات و تبديلات وفي الآخر المواطن / الناخب يجد انّ صعاليك الاعتصامات وقطاع الطرق و ( افذاذ ) الاتحاد و من حالفهم هم من يتحكمون في اسباب عيشه !؟ اخيرا المواطن الساكن في صفاقس يسأل : نواب صفاقس على مختلف أطيافهم ، ما حاجة صفاقس لهم وبهم إن لم تجدهم في هذه الظروف القاسية !؟؟ دعك من صور وبيانات الفيس بوك فهذا ليس فعل النواب ... صفاقس لم يبق لها الا الإسم ، صفاقس ضاعت وفُقّرت وهُمّشت وتغرّبت معالمها وتنكّرت لأهلها ، صفاقس حمّلوما ما لا تحتمل وعبثت بها السياسات واقصتها في قصد وعِند.