وات - يعاني واقع الطفولة في تونس من الكثير من الفجوات وعدم المساواة بسبب السياسات العمومية التي لا تتناول الأسباب العميقة في تفشي عديد الظواهر الخطيرة، وفق ما كشفه عماد الزواري الخبير لدى المنتدى الكندي للفدراليات حول إدماج النوع الاجتماعي. وساهم هذا الخبير بالتعاون مع مرصد الإعلام والتكوين والتوثيق والدراسات حول حماية حقوق الطفل التابع لوزارة المرأة والأسرة وكبار السن في إعداد التقرير السنوي حول وضع الطفولة في تونس لسنة 2019 والذي تم عرضه اليوم خلال ندوة صحفية. وقال عماد الزواري لوكالة تونس إفريقيا للأنباء إن واقع الطفولة يعاني من الكثير من الفجوات وانعدام المساواة ليس فقط بين الجنسين وإنما بين الأطفال من جنس واحد وسط بيئتهم وجهتهم وحسب أعمارهم والمستوى الثقافي لأسرهم. ودعا السلطات التي تقوم برسم السياسات العامة إلى الانتباه إلى الفجوات الموجودة في واقع الطفولة سواء المتعلقة بالتمييز وغياب المساواة أو الفقر أو غيرها حتى تتمكن من خفض منسوب العنف أو الهجرة غير النظامية أو محاولات الانتحار. وبالرغم من أن السياسات العمومية تسعى للتقليص من تلك الفجوات "لكنها في المجمل تبدو وكأنها حلول ترقيعية أو سياسات إسعاف ومطافئ تتناول الظواهر دون أن تغوص في جذور الأسباب العميقة التي تؤدي إلى بروز تلك الفجوات". وأكد الخبير عماد الزواري أن التقرير السنوي حول وضع الطفولة في تونس لسنة 2019 اعتمد على بيانات صادرة عن عديد الوزارات والهياكل المتدخلة في قطاع الطفولة وكشف عن أهم مؤشرات قطاع الطفولة من منظور النوع الاجتماعي. وقال إنه بالرغم من عديد المكاسب إلا أن واقع الطفولة في تونس لا يزال يعاني من الكثير من الظواهر السلبية، داعيا إلى ضرورة تطوير منظومة البيانات والمعطيات بشكل يسمح بقراءة ديناميكية أكثر عمقا لمختلف المتغيرات التي تهم الطفولة. وأوصى الخبير بأهمية تنسيق التعريفات والمفاهيم ما بين مختلف منظومات البيانات والمعطيات لدى الأطراف المتدخلة بقطاع الطفولة وضرورة تحليل البيانات من الناحية الكيفية والنوعية وتطوير ونشر حقوق الطفل والمساواة بين الجنسين. وأظهر التقرير السنوي حول وضع الطفولة في تونس لسنة 2019 مؤشرات عالية في نسبة التذكير بالتلاقيح في المدارس والمعاهد، لكه أظهر أن 0.4 بالمائة من أطفال المدارس و4 بالمائة من أطفال المعاهد لم يحصلوا على التذكير بالتلاقيح. وأظهر أن 2 المائة من الأطفال لم يحصلوا على التلقيح ضد الحصبة والحميراء والجرعة الثالثة من تلقيح الشلل و10 بالمائة منهم لم يحصلوا على تلقيح التهاب الكبد الفيروس صنف ب. وقال الزواري إن النسب العالية المقدمة قد تجعل السياسات العامة تتناسى الأشخاص خارج التغطية الصحية لاسيما في صفوف الأطفال المنقطعين عن التعليم والبالغ عددهم حسب وضع الطفولة في تونس للعام الماضي 101. 863 طفل. وبين التقرير استئثار القطاع الخاص بالجزء الأكبر من مؤسسات محاضن الأطفال والمحاضن المدرسية ورياض الأطفال وهو ما يطرح إشكالا على مستوى عدم تكافؤ الفرص بين الأطفال في مرحلة ما قبل الدراسة بسبب تباين الوضعيات المادية للأولياء. وتطرق التقرير إلى انتشار العنف في المدارس والمعاهد وارتفاع محاولات الانتحار لدى الفتيات إلى 315 محاولة مقابل 85 حالة لدى الفتيان، ورصد مئات الحالات لأطفال بدون عائل أو أطفال مشردين أو متسولين أو يشتغلون بمهن هامشية. كما رصد التقرير عن وجود 612 طفل ضحية ظاهرة الاتجار بالبشر في سنة 2019 من جملة 1313 ضحية. وبلغت نسبة الاناث ضحايا الاتجار بالبشر 57 بالمائة. أخبار "وات" المنشورة على باب نات، تعود حقوق ملكيتها الكاملة أدبيا وماديا في إطار القانون إلى وكالة تونس افريقيا للأنباء . ولا يجوز استخدام تلك المواد والمنتجات، بأية طريقة كانت. وكل اعتداء على حقوق ملكية الوكالة لمنتوجها، يعرض مقترفه، للتتبعات الجزائية طبقا للقوانين والتراتيب الجاري بها العمل