نصرالدين السويلمي مهزلة تضمّنها التقرير الذي أعدّه المؤرّخ الفرنسي بنجامان ستورا بتكليف من الدولة الفرنسيّة وسلّم نسخة منه إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والغريب أنّ التقرير تمّ إعداده خصيصا لتجاوز الخلاف الذي تسبّبت فيه مسألة الذاكرة وفتح الباب أمام علاقة جديدة بين فرنساوالجزائر، وما أكّد أنّ فرنسا أعدّت التقرير للمزيد من إهانة الجزائر، تلك التوصية التي وردت في التقرير و تحثّ على تمكين الخونة "الحركى" من زيارة الجزائر بلدهم الأمّ، بل وذهبت إلى أبعد من ذلك حين اقترحت 25 سبتمبر من كلّ عام كيوم سنوي لتكريم "الحركى"! وعلّق عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم الذي اطلع على أهمّ ما جاء في التقرير، "تشعر وكأن التقرير كان يتحدث عن قصة فئتين من الناس تقاتلا على أرض مشتركة بينهما.. لا تشعر أن التقرير كان يتحدث عن قصة احتلال هو أسوء أنواع الاحتلال التي عرفتها البشرية، وعن دولة أجنبية اغتصبت دولة أخرى، وأرضا ليست أرضها.. إنه جيش همجي ارتكب في حق الشعب الجزائري أبشع الجرائم بكل أنواعها قرابة قرن ونصف من الزمن". وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يأمل في أن يطوي هذا التقرير صفحة الماضي ، ويفتح صفحة جديدة وعفا الله عمّا سلف، ولعلّه كان يطمح إلى المستحيل! ربّما راوده الأمل في الحصول على اعتراف رسمي من الرئيس الجزائري يحوّل الاستعمار إلى حماية فترتاح فرنسا من التعويضات ذلك الهاجس الذي يلاحقها منذ عقود! وهو الهاجس الذي يدفع باريس إلى رفض الاعتذار لأنّ الاعتذار سيفتح الباب امام التعويضات التي تطالب بها الجزائر وتصرّ عليها، بينما تبدو خسرتها تونس بعد أن أسقطها الرئيس التونسي عن كاهل فرنسا حين حوّل الاستعمار الدموي الغاشم إلى حماية!