وات - فقدت كرة السلة التونسية في نوفمبر 2020 أحد أهم رموزها بوفاة عبد الرؤوف منجور اللاعب والأب الروحي والرئيس السابق لفريق النجم الرادسي وللجامعة التونسية لكرة السلّة وعضو الاتحادين القاري والدولي للعبة .ومنذ نوفمبر الماضي تم إطلاق اسم الفقيد على مسابقة كاس الجامعة التونسية لكرة السلة. هذه الأيام، صدر لعبد الرؤوف منجور عن منشورات ليدرز كتاب باللغة الفرنسية يحمل عنوان "مذكرات لاعب كرة سلة، مائة عام من تاريخ كرة السلة". وإلى جانب هذه المسيرة المهنية ترك الفقيد مسيرة خالدة في مجال كرة السلة كلاعب ومسير وحكم وعضو اللجنة الأولمبية التونسية وكذلك عضو عديد اللجان في الاتحادين الافريقي والدولي لكرة السلة، وهي مسيرة مشرفة بوأته منصب رئيس شرفي للإتحاد الأفريقي لكرة السلة، هذا الاتحاد الإقليمي الذي شغل فيه كذلك عضوية لجنة الأخلاق والروح الرياضية بما تحمله عضوية هذه اللجنة من دلالة. عبد الرؤوف منجور من مواليد 31 جانفي 1940 برادس، وهو متخرج من معهد الدراسات التجارية العليا بقرطاج (1964) وكان أحد الإطارات العليا للشركة التونسية للبنك تولى خلال مسيرته المهنية عديد المناصب ذات العلاقة بالمالية والمحاسبة حيث أسس الشركة التونسية للتصرف في السبعينات كما شغل منصب رئيس مدير عام الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (1985-1989 ) وخطة عضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي( 1987-1991) كما كان محاضرا في المدرسة الوطنية للإدارة 1964- 1992)) وإلى جانب التعرض إلى تاريخ كرة السلة في بلادنا وأبرز المدارس والجمعيات التي ظهرت قبل الاستقلال وبعده ماضيا وحاضرا، فقد تحدث الكاتب عن المنتخبات الوطنية والمسيّرين والحكام والمدرّبين واللاعبين وأهمّ الأحداث الوطنية والمشاركات الدولية والبنى التحتية. كما عرج على مسيرته وطنيا وإفريقيا وكذلك إشعاع حكامنا وطنيا وأفريقيا ودوليا . وفي تقديم للكتاب، يرى الناشر أن المؤلّف لم يتوخّ في إعداده لهذا الكتاب التمشّي الأكاديمي المتعارف عليه، بل حاول توزيع المحاور بطريقته الخاصّة معتمدا على مخزونه الرياضي من معلومات وذكريات وتجارب دوّنها بكل تلقائية وبلغة سهلة وسلسة مساهمة منه في التأريخ لرياضته المفضّلة. ويعكس الكتاب ثراء معارف عبد الرؤوف منجور الذي يختزل وراءه تجارب كثيرة وخبرة قلّما وجدت لدى غيره في تونس، وله شهرة تجاوزت حدود الوطن بعد أن قضى عشرات السنين في خدمة رياضة "العمالقة"، حيث مارس هذه الرياضة صغيرا وشابّا يافعا داخل أسوار مدرسة من أعرق مدارس كرة السلة في تونس وهي النجم الرادسي فريق الضاحية الجنوبية للعاصمة فقد تولّى التسيير بالنادي ذاته تاركا بصمات بارزة في سجلّها وذلك قبل المرور بمحطّات هامّة جدّا سواء على رأس المكتب الجامعي لأكثر من عشر سنوات أو بالاتحاد الأفريقي للعبة. الكتاب الصادر في 164 صفحة من الحجم الكبير جاء موشحا بصور تاريخية ووثائق نادرة ومعلومات من شأنها أن تثري المكتبة الرياضية للباحثين المهتمين بالمجال الرياضي عموما وبرياضة كرة السلة على وجه الخصوص. ووفق الناشر، فقد حرصت عائلة الفقيد على أن يخرج هذا الكتاب، الذي ألفه قبل رحيله، إلى النور لما تضمنه من معطيات هامة حول رياضة كرة السلة وكيفية انتشارها في تونس مطلع القرن الماضي. كما يعود الكتاب بالقارئ إلى أول الأندية التي مارست هذه الرياضة وأبرز روادها من لاعبين ومدربين ومسيرين وحكام.