كتبه/ توفيق زعفوري.. أعلن وزير الداخلية المغربي فجر هذا اليوم عن نتيجة الانتخابات التشريعية و البلدية و كانت نتائجها متوقعة داخليا و حتى اقليميا نظرا لتهاوي صورة الإسلام السياسي في عديد البلدان و انحسار منسوب التعاطف الشعبي و استهلاك طاقة المظلومية و خاصة سذاجة الشعار الذي إكتسبوا به كل تلك السلطة و كل ذاك التوهج و هو "الإسلام هو الحل"إذ لم يعد شعارا جذابا و براقا بعد الدنس الذي لحقه بفعل الممارسة السياسية الغير مدروسة و الإنحرافات العميقة لجماعة الإسلام السياسي.. تكشف الانتخابات التشريعية و البلدية في المغرب أن بقاء الإسلاميين في السلطة ليس حتميا و أن الشعب الذي أوصلهم إلى السلطة هو نفسه قادر على معاقبتهم كما تكشف الأرقام و الاحصائيات و خاصة مجموع المقاعد المتحصل عليها، فقد مر حزب العدالة و التنمية المغربي بين استحقاقين انتخابيين من 125 مقعد في انتخابات 2016، إلى 12 مقعدا فقط، في انتخابات 2021، و هي ضربة قاصمة و انحدار هائل حمّال بالمعاني و الدلالات.. نفس السقوط حدث أيضا هنا في تونس مع اختلاف في الوسائل و الوسائط، إذ تواصل انحدار شعبية النهضة و تفككها و تشققها داخليا و من الداخل خاصة بعد قرارات 25 جويلية الماضي ، بل أكثر من ذلك لو اننا بعد الزلزال صرنا إلى انتخابات تشريعية فان حزب حركة النهضة، أو ما بقي منها لن يحلم بالحصول على نفس المقاعد التي حصل عليها حزب العدالة و التنمية المغربي في انتخابات الايام الماضية و الأغرب أنه جاء في المرتبة قبل الأخيرة كما يبينه الجدول المصاحب و أن زعيمه سعد الدين العثماني الذي يترأس الحكومة الحالية قد خسر أيضا مقعده عن دائرة المحيط بالعاصمة الرباط، كما خسر كل مقاعده في طنجة ثالث كبريات المدن المغربية و كذلك خسر شعبيته في مدينة وجدة... الشعب المغربي عاقب بالصناديق و بشكل ديمقراطي حزب العدالة و التنمية في المغرب و هي نتيجة تجعل مراجعات الجماعة ضرورية و تنهي مستقبلهم السياسي و تأثيرهم في واقع السلطة و الإدارة لعقود قادمة على الأقل... هنا أو هناك النتيجة واحدة و المستقبل واحد لان التمشي كان واحدا و على نفس المنهاج و بنفس الأساليب، الدرس يأتي أيضا من المغرب لعلهم يعقلون!!!