وات - توليفة درامية طرحت الصراع الأزلي بين الحب والحرب والحياة والموت، جسّدها ممثلون من فرقة المسرح الحرّ الأردنية في مسرحية "خط التماس" للمخرج فراس المصري التي عُرضت يوم الأحد بقاعة المونديال بالعاصمة ضمن فعاليات الدورة 22 لأيام قرطاج المسرحية. ويقوم هذا العمل على مسارين دراميين رئيسيين، أولهما خط البحث عن الوجع والنبش في التراكمات القاسية للحروب وتجسّم هذا المسار عبر تقنية المباشرتية الخطابية المسرحية في حوار بين شخصية "الزوج" (الطالب الباحث في رسالة دكتوراه) و"البروفيسور" المشرف على بحثه الذي يحمل عنوان "إحصاء جماجم الجنود اللذين ماتوا في كل الحروب"، أما المسار الثاني فهو قائم على التفاعلات المنطوقة للزوجة "روح" التي تعيش على أمل أن تُرزق بطفل وتقوم بطقوس تناجي فيها القمر لتحقيق مرادها. شخصية "روح" في المسرحية حملت شعار الحياة والحب لمواجهة بشاعة مخلّفات الحرب من ألم وفقر وجوع، قتامة هذه المخلّفات فرضها تشبث زوجها بتنفيذ بحثه ونقد "البروفيسور" لعمله. وبين الصراع الداخلي والخارجي بين الشخصيات وفي سياق التصيد الدرامي وظّف منفّذ السينوغرافيا لعبة فنية في الشكل والصورة ليضفي طابعا جماليا بين المسرح المنطوق والفعل الدرامي ولتعميق الحالة النفسية للشخصيات. معادلة تبدو صعبة بين متناقضات وجودية طرحها صاحب العمل بشكل فني يرواح بين دائرة مزينة بالأمل والحياة والحب ودائرة قاتمة تفوح منها رائحة الموت والحرب. مسرحية "خط التماس" التي تحمل جدليات سياسية واجتماعية تتسلّل فيها أساليب السخرية ولكن بنكهة كوميدية جادّة، قام بأدوراها كل من الممثلين علي عليان، ومرام أبو الهيجاء، واياد شطناوي. وسينغوغرافيا محمد المراشدة، وكريوجراف آن قرة ليان، والمواد الفيلمية أحمد الفالح، وإدارة انتاج رناد ثلجي، ومساعد مخرج يزن أبو سليم، وإدارة خشبة زاهي حمامرة، وصياغة نص علي عليان عن مجموعة من النصوص الروائية العربية.