كشف المؤرخ عبد الجليل التميمي... كشف المؤرخ عبد الجليل التميمي، في حوار مع حقائق أون لاين، أن العقيد محمود شيخ روحو قائد الطائرة التي حملت بن علي وليلى الطرابلسي إلى جدّة، سيقدّم شهادته عن حقيقة ما حدث مساء يوم 14 جانفي 2011، مبينا أنه كان المباشر وقتها للظروف التي حفّت بهروب بن علي. وأضاف عبد الجليل التميمي، أن محمود شيخ روحو قال معلومات مهمّة ومفيدة جدّا، قائلا:" في كلّ مرّة أتأكد أن الثورة لم تبُح بأسرارها الخفيّة بعد". وقد نشر عبد الجليل التميمي، بعض تفاصيل الشهادة على لسان محمود شيخ روحو، حيث ذكر أن " الذي طلب منه إعداد الطائرة لنقل عائلة بن علي إلى السعودية هو الرئيس المدير العام للشركة التونسية للملاحة نبيل الشتاوي، وطلب منه تهيئة الطائرة الرئاسية بالسرعة الفائقة، مشددا على توفير عدد ضئيل من الموظفين لنقل زوجة الرئيس إلى جدة. وقد طلب أيضا من القائمين الفنيين الاستعداد لذلك مع الطيار القائد و طيارين مساعدين لتأمين الرحلة، وعلى الساعة الخامسة بعد الزوال أعدّ شيخ روحو الطائرة من القاعدة العسكرية بالعوينة، وكان من المستحيل الحصول على الوثائق الضرورية والتزوّد بالوقود في ظروف أمنية عادية ولدى وصول بن علي وأفراد عائلته وهم: زوجته وابنته حليمة وخطيبها وابنه محمد وسيدتان آسيويتان كانتا الحاضنتين ورجل وسيدة أخرى بدت أنها إحدى أخوات بن علي". ويضيف شيخ روحو:" كان من المتوقع وصول أفراد العائلة الذين تم إيقافهم في مطار تونسقرطاج من طرف السيد سمير الطرهوني، وعليه تم الاستعداد للسفر حوالي السادسة والنصف. وعندها تحصلنا على الوثائق لمواصلة الرحلة في اتجاه جدة. ولدى وصولنا إلى المطار كان النزول دقيقا في ظروف جوية صعبة، حيث تعرضنا إلى زوابع ونزول أمطار قوية جدا، وقد طلب مني بن علي قبل مغادرة الطائرة، أن نتوجه للاستراحة في النزل وأنه سيتصل بي لإعداد رجوعه لتونس لأنه اتخذ قرار بالرجوع، إلا أنه عند اتصالي بالمدير العام السيد الشتالي أعطاني الإذن بعودة الطائرة دون بن علي. وقد حللنا بمطار تونس على الساعة 5 صباحا وسلمنا الطائرة وكل الأجهزة إلى أحد مسؤولي الجيش الذي استقبلنا على إثر رجوعنا وحررنا محضر التسليم.. ذلك هو موجز الرّحلة التاريخية وحينها أسدل الستار على حكم بن علي تماما". وبين محمود شيخ روحو أنه كان لهذه الرحلة تداعيات سلبية عليه شخصيا.. ومحمود شيخ روحو من مواليد صفاقس في 10 أكتوبر 1951، وبعد أن أتم تعليمه الثانوي بالمعهد العلوي بتونس بالحصول على شهادة الباكالوريا، قُبل في مدرسة الطيران المدني والرصد الجوي ببرج العامري وتخرّج منها سنة 1975 بإجازة قائد طائرة مهني. وانتدب سنة 1976 كقائد طائرة مهني في تونس الجوية وأجرى تربصا على طائرة Boing 737 والخطوط دنفر Denver وفي فيفري 1977 بدأ التكوين كقائد في تونس الجوية، وفي 1980 بداية التربص على قيادة طائرة Boing، وفي سنة 1992 تم استقبال الطائرة الرئاسية وسنة 2005 عين كمدير مسؤول للرحلات الرئاسية.