منذ الاعلان عن النتائج الرسمية للانتخابات التشريعية التي أفرزت فوزها باكبر عدد مقاعد بمجلس نواب الشعب، تصر حركة النهضة على ان يكون رئيس الحكومة من داخلها. وفي قرار أولي لمجلس الشورى رشحت الحركة رئيسها راشد الغنوشي لتولي هذا المنصب، إلا أن هذا القرار جوبه برفض واسع من قبل مختلف الأطياف السياسية وحتى منظمات المجتمع الوطني الذين خيروا الاعتماد على شخصية وطنية مستقلة لقيادة المرحلة القادمة على رأس الحكومة التي يخول الدستور للحزب الفائز في الانتخابات التشريعية بأكبر عدد من المقاعد تشكيلها واقتراح فريقها. وفي تصريح لحقائق أون لاين أمس، أفصح القيادي بحركة النهضة محمد بن سالم عن 3 اسماء مطروحة داخل الحركة إلى جانب رئيسها راشد الغنوشي لتولي رئاسة الحكومة من بينها اسم القيادي وعضو مجلس الشورى عبد الحميد الجلاصي إلى جانب كل من قياديي الصف الاول عبد اللطيف المكي وسمير ديلو. عبد الحميد الجلاصي الذي ظهر إبان الثورة كنائب أول لرئيس الحركة ليصبح رئيس هيئة الانتخابات داخلها والمشرف على حملتها الانتخابية سنة 2014، ثم ينسحب بقرار شخصي منه، من جميع المناصب القيادية بالحركة واكتفى بعضوية مجلس الشورى، وبالمساهمة في النقاشات التي تهم الحزب سواء في الشان الداخلي أو السياسي، قد يعتبره البعض مقترحا مفاجئا لتولي منصب رئيس الحكومة خاصة وأنه لم يتقلد أي منصب سياسي منذ عودته إلى النشاط على الساحة رغم أنه كان لسنوات الرجل الثاني للحزب الاكبر في البلاد. حقائق أون لاين كان لها حوار مقتضب مع الجلاصي تمحور حول اقتراحه على رأس الحكومة والكواليس المحيطة بذلك داخل مؤسسات الحركة، ومدى استجابة ذلك لطموحاته السياسية ننقله إليكم كما يلي: اسم عبد الحميد الجلاصي من بين الأسماء المطروحة لرئاسة الحكومة.. هل تم عرض المنصب رسميا عليكم.. ام ان الامر مازال مجرد فرضية واقتراح؟ الاسماء المتداولة بشأن رئاسة الحكومة كلها اجتهادات فردية، إذ أن المؤسسات لم تدخل بشكل رسمي هذه المرحلة. لا زلنا بصدد تمحيص الرأي وسنتفاعل سياسيا مع حصيلة الاتصالات. وستكون دورة الشورى القادمة آخر هذا الاسبوع فرصة للتقرير بشكل نهائي في تفاصيل هذا الموضوع. هل لديكم استعداد لتقلد المنصب لو حسم الأمر داخل مؤسسات الحركة ام لديكم وجهة نظر أخرى قد تجعلكم ترفضون الالتزام بالقرار؟ من حيث الاصل لي وجهة نظر خاصة. اذ اعتبر المدخل الأساسي لمناقشة الموضوع هو الانطلاق من الاجابة عن سؤال: ما هي الشروط الواجب توفرها لتشكيل حكومة مستقرة وناجحة وقادرة على الاستجابة للاقصى الممكن من طلب الناخبين؟. وبقية القضايا، بما فيها طبيعة الحكومة ورئاستها، تترتب عن هذه الاجابة. انا الان ملتزم بآخر ما تبنته مؤسسات الحركة ولكني اقدر افادتي في المرحلة القادمة من خلال تقريب وجهات النظر بين الأطراف الاجتماعية والأطراف السياسية. لذلك لا افكر اطلاقا في موضوع رئاسة الحكومة واشكر كل من توسم فيّ خيرا لتحمل هذه المسؤولية. قد يرى البعض ان عبد الحميد الجلاصي مقارنة بالاسماء المطروحة على غرار السيدين المكي وديلو لا يملك تجربة في إدارة المؤسسات.. هل لديكم خطة واضحة في صورة استقر الرأي على شخصكم لرئاسة الحكومة؟ لا افكر في الموضوع اصلا. ولكني تعودت أن أكون جديا في حياتي الدراسية والحركية والسياسية كما تعودت أن أسعى دائما للنجاح بداية بتوفير شروطه. لن أقبل في حياتي موقعا لست متأكدا من إمكانية النجاح فيه. وفي نفس الوقت أعرف كيف أوفر شروط النجاح لأي أمر تتعلق به همتي أو تدفعني إليه الظروف والسياقات، وأولها تحديد المنهجية وتملك الملفات والاشتغال بروح الفريق. ماهي الحقائب التي قد تتمسكون باقتراح اسماء لها في حال اوكلت لكم مهمة تشكيل الحكومة قبل الخوض فيها سواء مع الحركة أو الشركاء السياسيين والاجتماعيين؟ (يجيب باختصار) تونس تزخر بالطاقات الوطنية الكفأة والمخلصة والمتواضعة.