كئيب هذا الصباح الذي غصّت فيه صفحة الاستقبال في الفايسبوك بتدوينات تدعو بالرحمة للفنان الموسيقي سليم البكوش، تدوينات تقطع علاقتك مع الواقع وتأسرك في دائرة من التساؤلات عن وجع الرحيل وألم الفقد. ووسط سيل الأسئلة، تسارع إلى زميلته درّة بالشيخ تحاول أن تواسيها لتأتي كلماتها بلسما وتنفي نبأ موته وتدعو الله أن يتخطّى مرحلة الخطر وتنعش الأجهزة رئتيه وتعود له أنفاسه مسترسلة. بارقة من الأمل توشّح التدوينات، وتتوالى التعليقات الطاردة لشبح الموت وينبري الكل ينثر دعواته لكي تغمر الصحة والعافية جسده، ولكن الموت كان في الركن المظلم يكشّر عن أنيابه وزيستهزء من الكل. بعد وقت ليس بالطويل، أصلا لا معنى للوقت في مقل هذه المواقف، أتى جل النبأ الصادم وأسلم سليم البكوش روحه إلى خالقه واختفت نقطة الأمل وسط الشجن والحزن على فنّان من طينة خاصة. هو فنان موسيقي رسم ملامح أعمال موسيقية ذات منحى صوفية، ووهب أعماله لفائدة التظاهرات الخيرية في أكثر من مرة، وهو أيضا سند ورفيق لكل من يخطو خطواته الاولى في طريق البداية. سليم البكوش رحل بعد ان تمكّن فيروس كورونا اللعين من جسده ولكنه سيظل حيا في أعماله وموسيقاه وفي كل أثر طيب تركه في نفوس تلاميذ والمحيطين به ولعل الكلمات الصادقة التي رثوها بها خير دليل على انه إنسان لا يتكرّر. رحم الله ورزق أحباءه الصبر والسلوان