بعد مرور خمسة أشهر على مقتل زعيمه (الجزائري) عبد المالك دروكدال، والذي قتل في جوان 2020 إثر عملية عسكرية نفذتها القوات الفرنسية بشمال غرب تساليت في مالي قرب الحدود مع الجزائر، أعلن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" في 22 نوفمبر تعيين مبارك يزيد، وهو أيضا جزائري يدعى أبو عبيدة يوسف العنابي، زعيما جديدا لها. قائد "مثقف". وهو من مواليد مدينة عنابة، إحدى أبرز وأكبر مدن الشرق الجزائري. وكان مبارك يزيد منذ 2010 وحتى تعيينه قائدا جديدا، رئيسا ل "مجلس الأعيان" وهي اللجنة التوجيهية للجماعة الإرهابية. وكان أيضا مسؤولا عن الفرع الإعلامي بالتنظيم الإرهابي، وصنفته الولاياتالمتحدة على لائحتها للإرهابيين الدوليين البارزين منذ سبتمبر 2015. وأكد الصحفي في فرانس 24 والمختص في الحركات الجهادية وسيم نصر هذا الخبر الذي تناقلته عدة مصادر إعلامية ومواقع إلكترونية متخصصة في الحركات الإسلامية المتطرفة والجهادية، من بينها موقع "سايت" الأمريكي. وقال إن القائد الجديد للجماعة الإرهابية عمره 51 عاما وأنه يتميز عن غيره من القيادات الأخرى بأنه مثقف، إذ أنه حاصل على شهادة الليسانس في الاقتصاد. وأضاف وسيم نصر، الذي أجرى مقابلة مع مبارك يزيد في 2019 حول عدة قضايا (بينها الجزائر وفرنسا والساحل)، أن القائد الجديد انضم للعمل الإرهابي في مطلع تسعينيات القرن الماضي بعد توقف العملية الانتخابية التي فاز فيها حزب "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" المحظور في ديسمبر 1991، وذلك في صفوف "الجماعة الإسلامية للدعوة والقتال". "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" في حرب "مفتوحة" مع تنظيم "الدولة الإسلامية" وتوقع وسيم نصر أن يواصل مبارك يزيد السعي إلى توحيد الحركات الجهادية في المنطقة "والتجذر في الديناميكيات المحلية اقتصاديا أو مع النخب". وقال إن "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" في حرب "مفتوحة" مع تنظيم "الدولة الإسلامية" في المنطقة، مشيرا إلى حصول "معارك طاحنة بينهم ما أسفر عن مئات القتلى" مؤكدا أن حالة "الحرب بينهم ستستمر". وقال إن "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" بزعامة يزيد تؤكد اعتمادها على مقاربة محلية مقارنة بتنظيم "الدولة الإسلامية"، من خلال ربط علاقات مع النخب المحلية، مستشهدا بدعمها للحراك الشعبي في الجزائر الذي أنهى حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة وللاحتجاجات في مالي التي أدت إلى انقلاب عسكري على إبراهيم أبو بكر كيتا. حضور قوي في شمال مالي وعن نفوذها في منطقة الساحل، قال الصحافي في فرانس 24 إن "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" حاضرة بقوة في شمال مالي، فضلا عن وجودها في بوركينا فاسو والنيجر. وكان وسيم نصر أشار عند مقتل دروكدال، المدعو أبو مصعب عبد الودود، أن مصرعه "يشكل ضربة موجعة" للتنظيم. وقال يومها إن دروكدال الذي ترأس تنظيم القاعدة منذ 2007 كان "أقدم رئيس فرع للقاعدة في العالم". وأضاف: "اللافت أنه شارك في عمليات الجهاديين في الجزائرومالي وفي موريتانيا، لكن الأمر الأبرز هو تمكنه من إعادة جمع فلول فروع وفصائل التنظيمات الجهادية التي كانت عملية سرفال الفرنسية قد تمكنت من طردهم من شمال مالي".