وردت في التقرير السنوي بخصوص واقع الحريات الفردية في تونس الذي قدمه الائتلاف المدني للدفاع عن الحريات الفردية، مؤشرات تفيد بتهديد الحياة الخاصة لمجتمع الميم عين من مثليين ومثليات وعابرين وعابرات ومزدوجي ومزدوجات الميل الجنسي وغيرها من الهويات الجنسانية غير النمطية. وعن هذه الانتهاكات، يقول الناشط في جمعية دمج للعدالة والمساواة سيف العيادي إن ائتلاف الدفاع عن الحق في الاختلاف أطلق صيحة فزع حتى قبل الحجر الصحي الشامل الذي فرصته جائحة كورونا وذلك في علاقة باستشراء خطاب الكراهية ضد مجتمع الميم عين على وسال التواصل الاجتماعي. ويشير العيادي، في مداخلته في الندوة الصحفية التي انعقدت بمقر نقابة الصحفيين لتقديم التقرير، إلى ان الدولة تمعن في الاعتداء على هذا المجتمع الذي جعلته بعض الظروف عرضة لأن يكون في الشارع كما انها تخلفت عن تقديم الخدمات الصحية لمجتمع الميم عين والمتعايشين مع فيروس نقص المناعة،. ويلاحظ أنه طسلة فترة الحجر الصحي كانت الدولة توقف المثليين والمثليات وتعتدي عليهم في الشوارع على اعتبار أنهم من المجموعات الاكثر هشاشة في المجتمع ولا يمتلكون احق الولوج إلى الخدمات الصحية. وفي الفترة الممتدة من مارس إلى سبتمبر 2020 تضاعفت طلبات الاستشارة القانونية ب4 مرات مقارنة بنفس الفترة من السنة السابقة، إلى جانب تعرض مجتمع الميم عين إلى خطابات كراهية من نواب وعنف رقمي لتنضاف وسائل التواصل الاجتماعي إلى الفضاءات غير الآمنة له، وفق حديث العيادي. في سياق متصل، يلفت إلى أن أوت 2020 شهد حملة "اصطياد" لمجتمع الميم عين لم تشهد تونس مثلها منذ سنة 2009 إذ عرفت سوسة حملات كاملة تقوم على الابتزاز من قبل رجال الأمن والمساومة والإيداع على معنى الفصل 230 من المجلة الجزائية الذي يجرم المثلية الجنسية. ويضيف " الفصلين 230 و125 تم استعمالهما ضد مجتمع الميم عين في فترة الحجر الصحي وتلفيق تهم ضدهم"، مشيرا إلى الايقافات التي طالت 32 ناشطا وناشطة في الحركة الكويرية على خليفة مشاركتهم في الاحتجاجات والتدوينات على صفحات النقابات الأمنية التي تكرس خطابات الكراهية وتحرض على العنف ضدّهم.