اعتبر الخبير في الشأن الاقتصادي، عز الدين سعيدان، أن بعض المؤشرات تدل على أن تونس لا تسعى إلى تحقيق الأمن الغذائي. وكتب سعيدان في مقالة نشرها على صحفته بالفايسبوك " هل أن تونس تسعى فعلا إلى تحقيق الأمن الغذائي، بعض المؤشرات تدل على عكس ذلك". وذكر أن تحقيق الأمن الغذائي يقتضي من السلطة تفكير استراتيجي من منطلق أمن قومي داخلي وليس من منطلق تفكير اقتصادي بحت ويقتضي أن يكون ثمن شراء الحبوب من الفلاح التونسي يجب أن يكون في مستوى ثمن شراء نفس الحبوب من الفلاح الأجنبي أو أكثر. كما شدد على أن تحقيق الأمن الغذائي يقتضي الإعلان عن الزيادات في ثمن شراء الحبوب من الفلاح المحلي قبل انطلاق الموسم وليس عند الحصاد وذلك لتحفيز الفلاح التونسي على توسيع المساحة المخصصة للحبوب ومزيد الإنفاق على عملية الإنتاج. وأفاد بأن المساحة المخصصة لإنتاج الحبوب تقلصت من 1.5 مليون هكتار سنة 2010 إلى أقل من مليون هكتار الآن. أما فيما يخص منظومات الحليب والدواجن والبيض، فلاحظ الخبير أن "تونس في وضع مرتبك جدا وتعلن على زيادات كبيرة في مستوى الاستهلاك ثم تتراجع عنها بتعلة "الحفاظ على الأمن الغذائي". وتساءل "عن أي أمن غذائي نتحدث بينما نحن مرتهنون للخارج بخصوص توريد العلف ونضطر إلى الترفيع في أسعارها وبالتالي في كلفة الإنتاج".
