عاد اليوم برنامج القمار دليلك ملك.. هذا البرنامج كارثة وطنية.. و لا يمكن اعتباره لعبة ثقافية و لا يمكن أن يكون ترفيهيا أو مسلّيا.. فقط هو يبيع الأحلام و يعلّم الكسل و التواكل و الكسب السهل حتى لا أقول الحرام.. يا سامي، لقد استنسختَ من الغرب أسوأ ما عندهم.. لماذا لم تقتبس ألعابا فكرية راقية ك" Motus " أو " Des Chiffres et Des Lettres " أو " Questions Pour Un Champion " ؟ لماذا لا تتذكّر بداياتك و نجاحاتك مع برنامج " آخر قرار " الذي فيه نصيب من الثقافة ؟ كم كنت جدّيّا و ناجحا آنذاك حتى إن الصحفي نجيب الخويلدي كان يطلب منك أن تكون " محرحر " كالفلفل البقلوطي و لكنّك سمعت النصيحة و زدت عليها ! دليلك ملك هو تهريج و ميوعة و " تكازة " دون علم أو حكمة من أجل ربح مبالغ خيالية ضخمة تصل إلى المليار و ذلك بمساعدة مستشهرين يبحثون بدورهم عن الثراء و لهف أموال الحرفاء و بمباركة الدولة التي أثقلت كاهل الموظّفين بالضرائب بينما تراجعت عن إقرارها ضريبة 25 % عن هذه المسابقات ! يكاد هذا البرنامج يزعزع قناعتنا الراسخة أن العمل و الجهد و الضمير يوصّلوا ! و كيف تريدوننا أن نصدّق أن الدولة في أزمة اقتصادية و علينا أن نصبر و نضحي من أجل البلد ؟ و المؤسف أنك أغريت الشباب لطلب يد الشابة التي شاركت هذه الليلة لأن من بين ميزاتها أنها ستصبح ثريّة ! لعل ميوعة و رداءة برامج نوفل الورتاني و أمين قارة و غيرهما أقل خطرا من " دليلك ملك ".. إنه أشبه بالمخدّر لشباب يائس نُزعت منه القيم و يطمع في المال بأي طريقة كما أنه يثير نقمة العاملين الكادحين. سامي الفهري نفسه يعلم أن برنامجه غير جدّيّ فعندما سألوه في " حكايات تونسية " يوم 11 نوفمبر 2017 شهد شهادة حقّ و قال متهكّما : " لقد نجح دليلك ملك لأنه برنامج ثقافي بالأساس و التوانسة ما يحبّوش الفلوس. " يا سامي، براس بنيّاتك راجع حساباتك ! لا تفسد الناس من حيث تشعر أو لا تشعر ! من يوقف مهزلة " دليلك ملك " ؟ أليس منكم رجل رشيد ؟