لدينا في تونس و في العالم علماء ( أشهرهم محمد الأوسط العياري و مهندسو المعهد الوطني للرصد الجوّي ) قادرون على ضبط أيام المناسبات الدينية مسبقا عبر حسابات علميّة دقيقة نلاحظ أنهم يُعْلِموننا بها قبل وقت طويل و تؤكّد صحتها رؤية الهلال بعد ذلك. في الواقع، سئمنا أن نظلّ حتى ساعة متأخرة من الليل و عبر مسلسل ممطّط مدمّر للأعصاب ننتظر كلمة مفتي الجمهوريّة ليعلن عن موعد العيد الديني.. و هو ما ينغّص علينا الفرحة و متعة الاحتفال.. و في زمن تقدّم العلوم و غزو الفضاء يكون من الأفضل الاعتماد على الحسابات الفلكيّة الدقيقة.. و بالتالي نتفادى ذلك الانتظار و الشّكّ و نكون على علم بأعيادنا و بالعطلة الممنوحة للعمّال سلفا و نتجنّب الارتجال و جملة " إمّا...و إمّا... " و نحسن الاستعداد لمناسباتنا الدينيّة.. ثمّ ماذا لو ثبتت رؤية الهلال في بلد و لم تثبت في آخر لأنّ الطّقس مغيّم فيه في ذلك اليوم ؟ أيقول المفتي " ثبتت رؤية الهلال " و هم لم يروه أم يقول " تعذّرت " و هي ثابتة علميّا و في بلد آخر و نغشّ أنفسنا بسبب سوء الأحوال الجوّيّة ثمّ نلاحظ خطأنا لمّا نشاهد الهلال كبيرا في الليلة الموالية ؟ فماذا لو اتفقت كلّ البلدان الإسلاميّة حول موعد موحّد لأعيادنا يكون فيه العلم هو الفيصل ؟ و اعتماد الحسابات الفلكيّة ليس بدعة و إلا كيف قبلنا باعتماد الساعة لمعرفة أوقات الصلاة في اليوم و الليلة و الإمساك و الإفطار عند الصوم رغم أن النص الديني يعطينا هذه الأوقات حسب حركة الشمس و ليس حسب توقيت الساعة التي اكتُشفت لاحقا من العلماء ؟ فهل نكره النّظام و البرمجة الدّقيقة و جدولة أعيادنا بشكل يجعلنا نسعد و نتمتّع بها أكثر ؟ كلّ عام و أنتم بخير.