لطالما اشتكى المواطن من سوء جودة الحليب سواء في رائحته أو طعمه أو ضعف تركيزه حتى إن أحدهم يتندّر قائلا : " ليت الغش يقف عند خلط الحليب بالماء ! " و بالإضافة إلى ما سبق فإن هذه المادة نادرة الوجود في المحلات و المساحات التجارية الكبرى أو هي تخضع للبيع المشروط إذ لا يبيعونك إلا علبتين و ربما لا يشترطون عليك الكمية و لكن يبيعونك ماركة واحدة فقط.. و هذا غريب لأننا سمعنا الفلاحين يشتكون من وفرة الإنتاج حتى قاموا بسكبه في الشوارع في حركة لا أخلاقية.. و من جهة أخرى كيف يُباع الحليب بكميات محدودة في حين تُعرض كل أنواع الياغورت و الزبدة و الأجبان بوفرة و أكثر مما اعتدنا عليه فكل يوم نوع جديد منها ؟ أهو الاحتكار أم الابتزاز حتى يُرفع في ثمنه أم هناك أسباب أخرى لا نعلمها ؟ و لماذا لا يُباع الحليب بالجودة المطلوبة و بأثمان معقولة عوض سكبه في الشوارع ؟ و كيف تعمل المقاهي إذا كانت هناك ندرة في الحليب ؟ و هل هناك خلل في مسالك التوزيع رغم الإنتاج الوفير ؟ و هل سنستورد هذه المادة كما استوردنا الخرفان و نحن دولة منتجة ؟ أسئلة تنتظر إجابات صادقة و شفافيّة في التعامل مع المواطن المحروم من الخيرات الوفيرة لبلده تونس مطمورة روما ؟