رغم دخولها سنتها الدراسية الثانية لا تزال المدرسة الإبتدائية المنصورة بطريق سيدي منصور محاطة بجبال من الفضلات تلاصقها بشكل تام .الحديث عن هذا الوضع الذي تعيشه أغلب المؤسسات التربوية قصد الإصلاح أصبح غير ذي جدوى في ظل تعاقب حكومات مهمتها الأساسية و المشتركة ضرب المنظومات الإقتصادية و الإجتماعيةلكن الحديث هذه المرة فقط لبيان إحدى الطرق المتبعة في ضرب منظومة التعليم العمومي و لعلها الأخطر. فالتلاميذ يدرسون في هذه المدرسة أهمية النظافة و أخطار الأوساخ و أهمية العناية بالمحيط و وجوب المحافظة على البيئة و التنوع البيئي لكنهم يدخلون مدرستهم و يغادرونها على مشهد التنوع الفضلاتي الذي يضم من بين مكوناته جثث الحيوانات النافقة …تلميذ كهذا سيحصل له ازدواج في المفاهيم و المعايير و القيم و تضارب بين ما تقدمه له المدرسة و ما يعيشه محيطها القريب فتتزعزع ثقته في المؤسسة التربوية منذ سنوات الدراسة الأولى إلى أن تحصل القطيعة النهائية بين المتعلمين و مدرستهم ….موضوع مدرسة المنصورة كان محور حديث بعض أولياء التلاميذ في جلسة بمفهى و اقترح أحدهم تحرير عريضة ترفع لرئيس البلدية لطلب تدخل مصالح البلدية المختصة لرفع الفضلات و العناية بمحيط المدرسة و رد الثاني بأن السيد الرئيس سيكون منشغلا بصيانة سيارة الهيبة و أن الحل الأفضل هو الإلتجاء إلى القضاء فأجابه الثالث بأنه بسبب التأجيل و إجراءات التقاضي البطيئة قد يصدر الحكم عندما يأتي أحفادنا للدراسة بهذه المدرسة في حين أنه يمكننا أن نرفع عريضة لوزير التربية نطلب فيها إلغاء الدروس المتعلقة بالنظافة على خاطر ولدي قريب يهبل و يهبلني معاه و هو نهار نهارين يقلي يا بابا شبيهم يقولولنا لازم نحافظوا على النظافة و بحذا المدرسة الدنيا امسخة…