صفاقس مدينة الأعمال والشغل والإنتاج أنجبت عديد رجال الأعمال والأثرياء الذين ساهموا في بناء عاصمة الجنوب وتصنيفها الاولى على المستوى الوطني غير أنه ومنذ الثمانينات هجرها رجالها إلى العاصمة وسوسة وبدأت المدينة في التقهقر إلى الوراء وأصبحت اليوم تقبع في المرتبة السابعة فماذا حدث ولماذا هذا الهجر وماذا وجدوا في العاصمة وسوسة ولم يتوفّر لهم في عاصمة الجنوب ؟ أوّل هذه الأسباب التي جعلتهم يفرّون هي المعاملات الجبائيّة المختلفة وكأننا لسنا في دولة واحدة والمعروف أن جميع القوانين تنفّذ بالدرجة الأولى في صفاقس لقياس مدى قبولها ويعاني رجال الأعمال من المعاملات القاسية رغم الكساد الذي تمرّ به البلاد ثم إن للمعاملات الديوانيّة مقياسين وما ينفّذ في مطار صفاقس لا ينفّذ في بقيّة انحاء الجمهوريّة ثمّ إن ما يتوفّر لهم في العاصمة من إنفتاح على العالم الخارجي لا يتوفّر هنا فهل كلّ هذا يشفع لرؤوس الأموال الصفاقسيّة هروبهم من مدينتهم ونسيانهم لأبناء مدينتهم ولا يتذكّرونها إلا متى حمل النادي الصفاقسي لقبا أو تتويجا أو متى حلّت الإنتخابات وبدأ الصراع على المناصب السياسيّة لتصبح صفاقس قبلتهم ومنقذهم وغايتهم ووسيلتهم للوصول إلى المناصب العليا فهل بهذه الطريقة يجازون المدينة التي رعتهم وكوّنتهم ؟ وأين هي مشاريعهم التي تخدم شباب مدينتهم وترفع من شأنها بين المدن فكل إنجازاتهم خارج الولاية ونسوا ان لهم مدينة فاضلة لا يمكن لها ان تتطوّر إلا من خلال ما ينجزونه من مشاريع ؟