تحدّث الطبيب التونسي المختصّ في علم الأجنّة حاتم الغزال، اليوم الجمعة 11 نوفمبر 2022، عن المادة السّامة التي يُرجّح ان تكون السبب الرئيسي في موت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وكشف ان جزء واحد بحجم حبّة الرمل من هذه المادة قادر على تسميم ألف شخص وقتلهم خلال أسابيع قصيرة. وقال في تدوينة على حسابه الرسمي "فيسبوك"، "سنة2004 كنت في بداية مشواري المهني أشغل خطّة طبيب مختص مساعد إستشفائي جامعي في مختبر الوراثة بمستشفى فرحات حشاد بسوسة. في أواخر شهر أكتوبر من تلك السنة صادف أن كان رئيس القسم في إجازة فاتصل بي مدير المستشفى لإعلامي بأن مبعوثا من رئاسة الجمهورية في طريقه إلى المختبر لأمر غير معلوم. تبيّن لي بعد ذلك أنه مبعوث جلب معه عينات للنخاع العظمي للرئيس ياسر عرفات بعد أن زاره وفد طبي تونسي في رام الله مقر إقامته المحاصر فيه منذ سنتين بعد أن ساءت حالته الصحيّة فجأة في أسابيع قليلة. كانت هناك شكوك حول إصابة عرفات بأحد سرطانات الدم لكون عدد خلايا دمه و خاصة الصفائح في إنخفاض متواصل إضافة إلى إصابته بالهزال و فقد الشاهية و الوهن و هي كلها من علامات السرطان. كانت كل التحاليل التي قمنا بها طبيعية و لم نجد ما يثبت هذه الشكوك و لكن في المقابل إزدادت حالة الرئيس عرفات سوءا فتم نقله إلى الأردن ثم إلى باريس أين توفي في مثل هذا اليوم11 نوفمبر من سنة2004. اذا لم تكن هذه أعراض سرطان فهناك شكوك كبيرة جدا أن تكون أعراض تسمم بمادة تقضي على الخلايا الجذعية للنخاع العظمي الذي يفشل تدريجيا في تجديد خلايا الدم مما يتسبب في إنهيار عددها خلال مدة وجيزة كما حصل للرئيس عرفات الذي توفي بسبب نزيف في الدماغ ناتج عن الإنخفاض الكبير في صفائح الدم كما أعلن عن ذلك طبيبه في باريس. أثبت تقرير الطب الشرعي في سويسرا بعد ذلك أن بعض العينات التي سحبت من عرفات و كذلك بعض ملابسه التي أمكن الحصول عليها كانت ملوثة بمادة البولونيوم المشعّة و التي من المعلوم أنه تم إستعمالها لقتل أشخاص آخرين مثل العميل السابق لجهاز الإستخبارات الروسية ألكسندر ليتفينينكو الذي فارق الحياة بطريقة شبيهة جدا سنة2006. جزء واحد بحجم حبة الرمل من هذه المادة قادر على تسميم ألف شخص إذا وضع في شرابهم فيموتون جميعهم خلال أسابيع قليلة ثم يختفي إشعاع هذه المادة بعد فترة وجيزة من الوفاة و بذلك تختفي أداة الجريمة إلى الأبد. رحم الله المناضل الكبير الشهيد ياسر عرفات ولعن قاتليه و أتباعهم و أعوانهم."
