في كلمة ألقاها على هامش مشاركته في اشغال الدورة الرابعة لقمّة الاتحاد الاوروبي وافريقيا، لدى لقائه عشية اليوم الثلاثاء ببروكسال بالجالية التونسية ببلجيكا، أكد رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي صعوبة المرحلة التي تمر بها تونس في المرحلة الراهنة جراء تعدد التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية لكنه شدّد في الوقت نفسه على قدرة البلاد على تجاوز هذا الظرف بفضل عزيمة ابنائها في الداخل والخارج وانتصارهم لمبادئ ثورتهم.وأبرز المرزوقي أنّ تحقيق مطالب الثورة يتطلب بعض الوقت والصبر لأنّ مسارات الانتقال الديمقراطي في شتّى مناطق العالم عادة ما تصطدم بثورات مضادة ومعوقات بالجملة تبطئ من نسقها لكنّه بيّن أنّ تونس الجديدة تبنى لبنة لبنة وأن ثورتها تعدّ بمثابة النبتة الصالحة التي ستعطي حتما ثمرة طيبة. ولم يخف رئيس الجمهورية أمام الجالية التونسية بروكسال أنّ تجليات رواسب الماضي مازالت للاسف موجودة، مجددا ثقته في قدرة الثورة التونسية على تحقيق مطالب من قام بها وتوفقها في ارساء منوال تنموي جديد يقطع مع السياسات الماضية ويكرّس التوزيع العادل للثروة بين كافة ابناء الوطن. كما أكد على أن تمسك التونسيين بالديمقراطية وببناء الدولة الجديدة يعزز الثقة في نجاح المسار الانتقالي ويجعله أمر لا اختلاف فيه لكنه أمر يتطلب صبرا وقطعا مع المطلبية المتنامية في البلاد و انكباب الجميع على العمل والبناء. وفي جانب اخر من كلمته، ابرز رئيس الجمهورية أنّ الثورة هي مشروع متواصل لايقاس بالسنوات بقدرما تقاس بمدى النجاح في تغيير العقليات وكسب الثورة القيمية في عقول المواطنين، موضحا أن تونس نجحت بفضل ثورتها في كسب دعم دولي كبير وأصبحت شيئا فشيئا كبيرة في عيون الاجانب سواء في الشرق او في الغرب. وقال إنّ تونس تسير على الطريق السّوي وستكون في غضون سنوات قليلة منطقة استقرار وأمن ونقطة جذب للاستثمارات الاجنبية مشددا على الدور الهام الذي تلعبه الجالية التونسية بالخارج في التعريف ببلادهم وفي استقطاب الاستثمارات الأجنبية نحوها. واشار في سياق اخر إلى أنه من الأخطاء التي وقع ارتكابها بعد الثورة تأخر العدالة الانتقالية مؤكد أنه مهما تأخرت العدالة الانتقالية فإنها ستأخذ حتما مجراها الطبيعي.