رويترز ا.ف.ب أدلت هيلاري كلينتون بشهادتها أمام الكونغرس حول الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي وحذرت فيها من زيادة التطرف ونفوذ الإسلاميين في شمال إفريقيا بعد ثورات الربيع العربي، وأكدت تصميم واشنطن على مواجهة التحديات بالمنطقة. نفت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون علمها بأي طلبات لتعزيز الأمن في القنصلية الأمريكية في بنغازي، والتي تعرضت لهجوم في سبتمبرالماضي، لأن مسؤولين آخرين في وزارة الخارجية هم الذين تعاملوا مع الطلبات التي لا تصل عادة إلى مستوى الوزير. وقالت كلينتون “تعلمون أن الطلبات الأمنية المحددة المتعلقة ببنغازي كان مختصون أمنيون في الوزارة يتعاملون معها. لم أر هذه الطلبات.. لم تصل إلي.. لم أوافق عليها ولم أرفضها”. جاء ذلك في إفادة كلينتون اليوم الأربعاء (23 جانفي 2013) أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي عن الهجوم على القنصلية في بنغازي الذي شنه متشددون إسلاميون وقتل فيه السفير الأمريكي لدى ليبيا وثلاثة أمريكيين آخرين. وكانت شهادتها تأجلت لدواع صحية. وتهدج صوت كلينتون وهي تصف استقبال جثث الدبلوماسيين في قاعدة سانت اندروز العسكرية. وأضافت وهي تغالب دموعها “لقد عانقت أمهات وآباء وشقيقات وأشقاء وأبناء وبنات وزوجات تركوا لوحدهم لكي يربوا أولاد” الضحايا. وتطرقت الوزيرة الأمريكية في إفادتها إلى التحديات الناجمة عن زيادة التطرف المسلح في شمال إفريقيا عقب الربيع العربي، وقالت إن “الثورات العربية أربكت ديناميكيات السلطة ومزقت قوات الأمن في أنحاء المنطقة”، داعية إلى استخلاص العبر من هجوم بنغازي. بيد أنها حذرت أعضاء الكونغرس من أن الدبلوماسية الأمريكية لا يمكن أن تتراجع في مواجهة التحديات الجديدة التي تطرحها التغيرات الجيوسياسية، وقالت إن على الولاياتالمتحدة مواجهة “بيئة التهديدات المتغيرة”. وأضافت رئيسة الدبلوماسية الأمريكية قائلة: “لا يمكننا التراجع الآن. عندما تكون أمريكا غائبة، خصوصا في البيئات غير المستقرة، يكون لذلك عواقب: فالتطرف يضرب بجذوره، ومصالحنا تتضرر، وأمننا في وطننا يصبح مهددا”. كما تحدثت عن “حالة عدم الاستقرار في مالي”، وقالت إنها وفرت “ملاذا آمنا واسعا للإرهابيين الذين يتطلعون إلى مد نفوذهم والتخطيط لمزيد من الهجمات المماثلة للهجوم الذي شهدناه في الجزائر الأسبوع الماضي”.