تخلت الحكومة الفنزويلية عن فكرة تحنيط الرئيس الراحل هوغو تشافيز بينما رافق آلاف من انصاره الموكب الذي نقل جثمانه الى ثكنة سابقة في كراكاس تم تحويلها الى متحف للثورة. واعلن وزير الاعلام والاتصال ارنستو فيليغاس على حسابه على تويتر الجمعة “طلبت استبعاد فكرة تحنيط جثمان القائد تشافيز بعد تقرير للجنة الطبية الروسية”. واوضح مبررا هذا القرار، ان التقرير الروسي اظهر ان التحنيط يتطلب ارسال الجثمان الى روسيا وبقائه هناك سبعة او ثمانية اشهر على الاقل لانجاز عملية تحنيطه. وكان الرئيس الفنزويلي بالوكالة نيكولاس مادورو اعلن الاربعاء انه سيكون من “الصعب جدا” تحنيط جثمان تشافيز لان الاجراءات الضرورية كان يجب ان تبدأ “قبل اليوم بكثير”. وقال “استقبلنا علماء على مستوى رفيع جدا وهم الافضل في العالم، من روسيا والمانيا (…) واكدت المذكرات والاراء العلمية انه سيكون من الصعب جدا تحنيطه لان الاستعدادات كان يجب ان تبدأ وان يتخذ القرار قبل اليوم بكثير”. وتوفي هوغو تشافيز الذي حكم البلاد 14 عاما، في الخامس من مارس عن 58 عاما بسرطان في منطقة الحوض لم تكشف اي تفاصيل عنه حتى الآن. وبعد تسعة ايام على وفاته، نقل جثمان تشافيز الذي القى مئات الآلاف من مواطنيه نظرة الوداع عليه، من كنيسة الاكاديمية العسكرية في كراكاس التي سجي فيها منذ السادس من مارس، في مسيرة اخيرة نحو الثكنة. وقطع الموكب 12 كيلومترا في العاصمة، قبل ان يصل جثمان تشافيز الى الثكنة الواقعة غرب المدينة وكان الرئيس الراحل اطلق منها محاولة انقلاب في 1992. وقبل ذلك، اقيمت مراسم تخللتها صلوات وكلمات لذويه ولمسؤولين الى جانب مراسم عسكرية شارك فيها حوالى الفين من طلاب الاكاديمية. وقالت احدى بناته مارييلا غابرييلا في خطاب مؤثر “نشكر القائد لانه اعاد لنا وطننا”. وقبلها، اشاد رئيس الجمعية الوطنية ديوسدادو كابيو “بالرئيس النموذجي، الرئيس الوحيد الذي اهتم بالفقراء”. وتقدم مادورو والرئيس البوليفي ايفو موراليس بسيارة جيب عسكرية المسيرة التي قطعت جادة العظماء الشهيرة في كراكاس حيث تجمع آلاف الاشخاص الذين ارتدوا قمصانا تحمل صورة الرئيس ورفعوا اعلام البلاد. ونقل النعش بسيارة ليموزين سوداء يغطيها علم فنزويلا، واكبها على جانبيها حراس ببزات حمراء. وتجمعت الحشود على جانبي الطريق وشرفات المباني حتى ان بعضهم تسلق الاشجار لوداع “القائد” الذي يتمتع بشعبية هائلة بين الفقراء. وقالت المحامية جوديت سانتانا (51 عاما) لوكالة فرانس برس “جئت لأنه رئيسنا. وافضل تحية نوجهها له هي ان نستمر في النضال من اجل ثورتنا وان نختار الفرح بدلا من الحزن”. ووصل الموكب بعد ظهر امس الى “ثكنة الجبل” الواقعة على قمة معقل لتشافيز في غرب العاصمة، وهو حي 23 يناير غرب العاصمة كان مقرا لقيادة الرئيس الراحل عندما اخفق في اطاحة الرئيس كارلوس اندرس بيريز بقوة السلاح في 1992. ولم توضح السلطات متى سيعاد فتح الثكنة التي اغلقت في الايام الماضية. وقال مادورو في كلمة قبل ان يبارك كاهن النعش “نعد بان نبقى اوفياء لك ونقوم بالقيادة مكانكم لترتاح”. وعبرت الحكومة عن رغبتها في نقل جثمان تشافيز الى مقبرة العظماء الوطنية ليسجى الى جانب “المحرر” سيمون بوليفار. وكان يفترض ان تقدم تعديلا دستوريا في هذا الاتجاه الى الجمعية الوطنية، لكن هذه الخطوة ارجئت.